الاثنين، 2 يوليو 2012

أضغاث أحلام !


الساحة واسعة ، لا أستطيع رؤية نهايتها أو حتى تخمين " من أين بدأت " ؟! .. نور الشمس يعم الأجواء و الأركان ، لا يترك ثغرة أو فجوة .. حتى داخل أجسادهم ! .. أصطف معهم للصلاة .. أستطيع رؤية وجه الإمام بالرغم من أنني أقف خلفه ! .. التكبيرة الأولى ، ثم تقام الصلاة .. لا تمر ثوان حتى أجدهم يبدلون صفوفهم ! .. يدفعونني فيختل اتزاني و أسقط على الأرض ! .. أنظر للإمام ، إنه مستمر في الصلاة ! .. أقف و أستمر أنا أيضاً ، و لا تمر ثوان حتى يكرروا ما فعلوه و يبدلون صفوفهم ! .. هذه المرة أحاول أن أحافظ على ثباتي ، لكنني أشعر بدفعاتهم و كأنها ضربات ! .. ضربات قد لا تبدو وسط كل هذا العبث و ذلك الزحام ، لكنها قوية .. تؤثر في جسدي ! .. أنهار وحدي رغماً عني و أسقط ! .. أنظر للإمام في رجاء لأجده مستمر في الصلاة ! .. أقف مجدداً ، و أكمل ذلك الأمر الذي لا ينتهي أبداً !


طرفة عين .. إنه بيتي ! .. أهرع إلى مكتبتي هرباً من أشياء أجهلها ، لكنني أدرك أنها كانت تلاحقني بإصرار مخيف ! .. تناثرت الكتب و أوراقها في كل ركن في الحجرة ! .. و ذلك الزحام يعود من جديد ! .. جميع " بطلات " القصص التي قرأتها أمامي و من حولي ، ما بين حديث و صياح و ضحكات و بكاء ! .. إنها فرصتي ، لطالما تمنيت لقائها رغم عِلمي أنها مجرد سطور في صفحات ! .. أسير بينهن متطلعاً إلى وجوههن .. أشعر بها قريبة مني بالفعل ! .. أحس بوجودها ! .. كأنني أتطلع إلى عينيها لكنني لا أراهما و لم أجدها هي بعد ! .. هي أيضاً تبحث عني .. إنني .. إنني أدرك ذلك ، لكن الزحام يمنعنا من الوصول .. من اللقاء .. من الحب ! .. صوت أبي ينفجر في صرامة فوق كل هذه الأصوات .. أهرع إلى النافذة .. و أقفز !


طرفة عين .. إنها الدار الأولى ، بيت جدّي ! .. أجلس في حجرته فوق السرير و هو .. يجلس أيضاً أمامي متكئاً بيديه على عصاه ينظر إليهم .. يتأملهم ! .. إنهم أبناؤه .. إنه الزحام نفسه ! .. حركة غريبة بينهم لا أقدر على تمييزها ! .. هل يتشاجرون أم أنهم يحتفلون بموته ؟! .. يقطع صوته الهادئ العميق تلك الضجة في أذني .. يسألني عن حال والدي بعد رحيله ! .. أتلعثم للحظات ، ثم أستجمع كلماتي و أخيراً أخبره بأن أبي بكى كثيراً بعد موته .. ليرمقني ملياً ثم يبتسم في سخرية ! .. يبدو أنه لا يصدقني ، لكنني غير قادر على إقناعه .. فأنا أيضاً لا أصدق ! .. ينهض ليختفي الجميع و يعم السكون كل شئ من حولنا ! .. يتطلع إلى السماء عبر النافذة ثم يطير في هدوء كأن أحدهم يحمله ! .. أجد نفسي وحيداً - لأول مرة - بين أركان الدار الواسعة ! .. طرفة عين .. لكني مازلت في مكاني .. لم أنتقل و لم أتحرك !

هناك 4 تعليقات:

  1. رائعة جدا القصة/الحلم هذه استاذة نهى..
    .سعدت و استمتعت بوجودي هنا..تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا يكرمك يا أحمد .. إبقى تعالى كل يوم .. :))

      حذف
  2. فكرتيني بمجموعة.. فيما يرى النائم.. لنجيب محفوظ

    حلو خيالك وطريقة تعبيرك عنه

    وصباح الفل برضه D:

    ردحذف
    الردود
    1. والله لسة ماقرأتهاش يا ضياء .. بس شكلي كدة هـ جيبها و أقراها .. و صباح الفل كمان مرة .. :D

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.