الثلاثاء، 26 فبراير 2013

لِسانٌ وحيد !


رأيت فيما يرى النائم ..

امرأة في الخمسين تذهب و تجئ بوجه جفّفته الوحدة . قلت إني أعرف هذا الوجه و لكن من ، و متى ، و أين ؟ . و حيّرتني سُحب النسيان . غير أن المرأة لم تهجع و لكنها ذهبت محمومة و هي ترمقني بعين مفكّرة ثم رجعت بشاب رثّ الهيئة و هي تربت على خدّه بحنان . و انقضّ عليها الشاب فاعتصرها بين ذراعيه مليّاً حتى تأفّفت . و رماها بنظرة نكراء ثم دفعها فتهاوت على الأرض فانهال عليها ضرباً ثم ذهب . جعلت تتأوّه و تبكي ، ثم قامت في إعياء شديد و قد فقدت ذراعها اليسرى . قلت لها :
_ ذراعك !

السبت، 23 فبراير 2013

البحثُ عن كلمة !


الشارع لا يهدأ ! .. زحامٌ شديد ، مُميت .. في كل شئٍ تقريباً ! .. هنا توقّف الناس عن التنفُّس منذ فترة ! .. توقّفوا عن الحياة ، لكنهم لم يتوقّفوا عن الحركة ! .. نداءات ، تحيّات ، سيّر ، قفز ، هرب .. كل ذلك يحدث في آليّة كأنهم فقدوا الوعي ! .. أمّا هو فكان في وسط هذا التكوين مُختلِفاً ! .. يقف على جانب الطريق يتحدّث إلى أحدهم بابتسامة واسعة ! .. ابتسامة اكتشاف ربما ! .. كان يبدو كمن عرف ما يخبئ له القدر في المستقبل ! .. بدا كجزءٍ غريب في تلك اللوحة .. كل ما فيه يعلن أن هذا ليس مكانه و بأنه دوماً خارج كل إطار !

الاثنين، 18 فبراير 2013

نبتون ..


عزيزي الغريب .. كم مرّة أدركت فيها أنّك في ( المكان الخطأ ) أو أنّك في زمنٍ لم يمنحك صبغته و لم تكتسب أنت منه أيّ شئ ؟! .. أنت تعلم أن كلّ ما تقدر على فعله حينئذ هو السيّر الدائم ، أن تركض و تستمر في الركض باحتراف ! .. لن يمكنك التوقُّف بإرادتك لكنّك ستكون مستعدّاً لتقبُّل كلّ ما سيوقفك ! .. حسناً ، أخبرني .. كيف سيكون حالك إذا علمت أنّك تنتظر أحدهم قادم إليك من ..... ما رأيك في نبتون ؟! ، تلك الكُرة الزرقاء البعيدة و الغامضة .. أحدهم من يقدر على تفسير رائحة الأطفال التي لا تقلّ غموضاً عن نبتون نفسه ! .. صراخ القِطط المثير للألم بقدرٍ أكبر من الخوف ! .. أحاديث الجُدران و خشخشاتها التي تشبه الهمسات ! .. و المطر الكثيف الناعم الذي لا يعلن عن قدومه !

الأحد، 10 فبراير 2013

فوضى ..


إلى ذلك الغريب الذي لا أعرفه ، تُرى هل تمكّنت من الخروج أم مازلت سجيناً ؟! .. أرجو منك ألّا تنتظر أحد إلى أن يأتي و يعطيك ما تريد ، أطلق سراحك بيدك و لا تخش العواقب ، فأنت من المخلوقات التي لن تموت بسهولة ! .. بالأمس مارست تلك اللُعبة التي حدّثتك عنها من قبل .. أحضرت أوراقي و قلمي و بدأت في كتابة رسالتي إلى الله ! .. لم تكن الرسالة الأولى ، لكنّها كانت كَكُلّ رسالة .. مختلفة و تحمل ضعفاً فريداً من نوعه ! .. لم أكن أعلم أن الضعفاء تتحقّق أمنياتهم بهذه السهولة ! .. أَمررت بهذا الشعور من قبل ؟! .. أن تصبح في طرفة عين طفل غبيّ متمرّد و جشع ، يعترف بضعفه في رسالة إلى خالقه ثم يتخلّص منها خوفاً من أن يطّلع أحدهم على أسرار قلبه !

السبت، 9 فبراير 2013

" ما بين السطور حواديت " في برنامج يسعِد صباحك ..


منوّرين بالصلاة ع النبي .. ده اللقاء و برضه يا ريت نتذكّر الجُملة الشهيرة اللي بتقول : " أنا متوتّر إذن أنا طبيعي " .. So ، يا ريت نتفرّج كلّنا من سُكات آجماعة .. :D

الاثنين، 4 فبراير 2013

عنك و عن الناس ..


* " معرفة البَشَر " بـ تحتاج تعب و مجهود و بال طويل .. مش مسألة معلومات بـ يتم تجميعها عن بني آدم مُعيّن و السلام ! .. أو إنّك تقول لـ فُلان : " كلّمني عن نفسك " ! ، طيب كده تقدر تعرف عنّه إيه مثلاً ؟! .. اسمه ، سنّه ، عنوانه ، شُغله ، هواياته ، بـ يحب يسمع مين ؟ ، بـ يحب يتفرّج على إيه ؟ ، بـ يحب ياكُل إيه ؟ ، ... ! .. ربّنا خلق الدنيا في 6 إيام ، فـ إذا كنت مهتَم تعرف " فُلان " يبقى تستحمل و تدّي لـ نفسك معاه فرصة و اتنين و تلاتة ، و من مواقفه و أفعاله و ردود أفعاله ، ساعتها بس تقدر تقول إنّك بـ تعرفه .. و ساعتها برضه يا تقرّر تكمّل ف المعرفة دي أو لأ ..

السبت، 2 فبراير 2013

لحظة تلكّؤ ..


" و ويّل لأي منّا إذا تلكّأ عند خاطر فقد يغيّر التلكّؤ مجرى حياته .. ربما تتلكّأ عند كلمة قالتها فتاة و أعجبتك طريقة نُطقها لها فإذا بك بعد شهور زوج لهذه الفتاة ، و التلكّؤ عند واجهة مكتبة قد يوقع في يدك كتاباً يغيّر شخصيّتك تماماً . و نيوتن المشهور لم يفعل أكثر من أنه تلكّأ ذات يوم أمام تفاحة سقطت من تلقاء نفسها من على الشجرة . "

يوسف إدريس
من مجموعة .. " آخر الدنيا "