الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

عودة فتاة في العشرين !

كانت تنتظرها أمام محطة المترو بنظرات قد تبدو شاردة و لكن بعقل واعي أكثر من اللازم ، فهي لم تعد ترى شيئاً حولها إلا بعض الخيالات و كأنما خضعت جميع حواسها إلى عقلها فقط حتى قطع صوت هاتفها المحمول ذلك التفكير العميق .. إنها أختها تبلغها بأنها ستصل بعد ساعة و ليس الآن .. كعادتها شعرت بالضيق فهي تقدس المواعيد إلى أقصى درجة و تكره التأخير .. لكن الموعد في العاشرة و النصف و ها هي ساعة يدها الرقمية تدق التاسعة .. لم تسأل نفسها ما الذي أتى بها مبكراً إلى هذه الدرجة فهي تعلم الإجابة جيداً .. إنه التفكير و لا شيء غيره ..

حكاية قنفذ !

خطواتها بطيئة لكن ثابتة .. لا تدعي العلم بكل شيء فيكفي فقط أنها تعلم نفسها أكثر من أي شخص آخر .. لا تتحدث عن نفسها فهي تكره ذلك .. أو أنها لا تعرف كيف تتحدث عن نفسها أصلاً ، فهي تخشى أن تعظم منها فتتهم بالغرور أو تصفها بكلمات تافهة و هي لا تدري فتصبح في نظر الناس صغيرة لا تعلم شيئاً عن الثقة بالنفس .. لذلك فهي تفضل الصمت و الحديث بأفعالها فقط ..

كن رجلاً !

تعشق الأطفال ، فهي مثل باقي بنات جنسها ولدت بغريزة الأمومة و لذلك فهي تعشق الأطفال ، و لكنها تكرههم ! .. أجل .. تكرههم حين تكبر عضلاتهم و تخشن أصواتهم و تنبت شواربهم و كان هو من ساعدها في ذلك !!

كان يحاول ...

خلايا عقله مشتتة .. مشاعره مستهلكة .. قلبه أصبح كسلة المهملات .. هكذا كان شعوره ، كان على استعداد لتحمل أي شيء و كل شيء .. كان قوياً .. صبوراً .. مرناً .. يحاول بشتى الطرق أن يتعامل مع من حوله .. يحاول أن يعيش .. ألا يخسر أحدهم و ألا يكره أحد ، فليس من الضروري عنده أن يحب كل الناس لكنه كان حريصاً ألا تتسلل الكراهية إلى قلبه .. يحاول أن يحتفظ بمكانه بينهم وسط خشبة المسرح ، فهو لن يقبل بمكان آخر .. ببساطة أي مكان آخر ليس مكانه .. و لكنه كان ...