الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

انعِكاس ..


ثمّة شئ قد سقط فجأة ! .. الغريب أنه لم ينتفض و لم يفزع ، فقط حرّك رأسه إلى الوراء قليلاً .. فوجده ! .. كان الصندوق مفتوحاً و الصور أمامه ممتدّة متناثرة ! .. اتجه نحوه كأنما كان ينتظره منذ وقت طويل ! .. صندوق الصور .. ذلك الشئ الذي نسى أين وضعه ؟ ، و بالرغم من ذلك لم يحاول البحث عنه ! .. كان يرغب في التخلُّص منه بطريقته الخاصة ، فقام بإخفائه ثم الاعتماد على ذاكرته التي ترفض الاحتفاظ تقريباً بكل شئ ! .. أجل ، إنه من ذلك النوع البشريّ القادر على مواجهة العالم ، لكنه يخشى مواجهة صور .. مجرّد صور !

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

بالنيابة عن نفس بشريّة ..


* فيه حاجات جوّة البني آدم بتبقى منوّرة لوحدها و مابتنطفيش أبداً غير بموته ! .. لكن الكركبة ع التراب على عِشش العنكبوت هي اللي كاتمة النور ده ! .. غلطة الواحد بقى مش إنّه سمح للي حواليه إنهم يدوهاله - أصل كده كده كان لازم يستقبلها غصب عنّه خصوصاً لو بيحّدفوها عليه و نازلين تكسير في شبابيكه - .. غلطته إنه مابينضّفش أوّل بأوّل و النتيجة إنه زهق و قرف من نفسه ! .. و لا عارف يشتغل و لا عارف ينجز و لا عارف يكمِّل اللي بدأه و لا حتى عارف يحلم ! .. الموضوع زي ما يكون فيه عُمّال شغّالين ف بيتك .. هُمّا شغّالين لكن إنت مش عارف تشتغل و مستنّي اليوم اللي يخلّصوا فيه المهرجان بتاعهم ده عشان تنضّف كل حاجة من حواليك و ترجّعها أحسن م الأوّل .. ساعتها محدّش هـ يقدر يحدّف على بيتك حاجة تانية أو ع الأقل مش هـ يبقى زي الأوّل ..

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

أوّل الشتاء ..


استيقظ هذا الصباح بسهولة .. الهدوء يقلقه ، يوقظه ! .. الفراش ينقصه شيئاً .. يخلو من رائحتها ، من كُتلتها ، من بعض خُصلات شعرها التي تمرّدت و رفضت البقاء ! .. يعلم عِلم اليقين أنها هي أيضاً كذلك ، لكنها توقّفت عن ممارسة فعل التمّرُد منذ زمنٍ بعيد ! .. لقد فضّلت  البقاء و الاستمرار منذ أن أصبحت أُماً ! .. الأمومة قيدٌ لذيذ ، تعشقه النساء رغم الألم ! .. هذا الألم الذي يمنحهن الحياة .. القُدرة على الاستمرار في الحياة ! .. ربما بسبب ذلك كان يحسدها كثيراً على قوّتها !

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

رُبع نجاح !


" و الغريب أنه كان مُقدّراً تماماً أنه سيفشل . أما لماذا كان مُصرّاً على متابعة التجربة مع عِلمه بفشلها فذلك أمر قد يدفعنا إلى التفكير في طبيعة الإنسان نفسه . الإنسان الذي حين ييأس من النجاح يعوّض هذا بالإكثار من تجاربه الفاشلة ، ففشل واحد يعَد فشلاً ، أما فشلان أو ثلاثة أو عشرة فممكن أن تعتبر رُبع نجاح أو نصفه . "


يوسف إدريس
من رواية .. " نيويورك 80 "