الجمعة، 13 يوليو 2012

سفر ..


يحسد الأطفال .. لأنهم يخطئون و ينامون بعدها في سلام ! .. ربما لأنهم لا يعلمون .. أو ربما لأنهم لا يدركون سوى رحمة الخالق ! .. كل شئ في عيونهم واضح و بسيط ! .. حتى أنه بإمكانهم التفرقة بين نقيضين .. أي نقيضين ! .. أما هو .. فربما عجز عن الرؤية بسبب ما فعله غبار الطريق بعينيه ! 

الخميس، 12 يوليو 2012

صباح كل يوم ..


بالأمس نفد كل ما معها من نقود كالعادة ! .. انتظرت حتى آذان الظهر ثم خرجت متوجهةً إليها .. بالرغم من أنها لم تكن المرة الأولى و بالتأكيد لن تكون الأخيرة .. لكنها توقفت للحظات قبل أن تدخل المتجر ! .. الخجل نفسه .. و الألم أيضاً ! .. ألم الاحتياج أو كما تقول هي " ألم الحوجة " ! .. عندما دخلت استقبلتها صديقتها بابتسامة كل صباح التي لم تتبدل يوماً ! .. قالت لها إنها بحاجة إلى بعض النقود .. كيفما يكون هذا البعض ! .. لتجيبها صديقتها بلطف .. " و الله أنا لسة مستفتحة لحد دلوقتي بـ 7 جنيه بس " .. لتعود هي في رجاء و خجل قائلةً .. " طب إديني 2 جنيه " !

الأربعاء، 11 يوليو 2012

بعيداً عن الأساطير ..


لم يكن يوم ميلاده ، و لا ذكرى وفاته ، و لا حتى عيد زواجهما .. و لكنها راحت تتحدث عنه من دون سبب خاص أو عذر منطقي ! .. كنت أعلم أن تلك ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها عنه ، كيقيني بأنها لن تكون الأخيرة أيضاً .. لكنني رحت أستمع إليها في صمت ، و أنا أحاول قدر الإمكان أن أبدي اهتمامي بالحديث .. رغم كونه ممل و بطئ ! .. لم أكن منتبهة تماماً لما كانت تقوله ، لذلك حاولت إيقاظ نفسي فسألتها .. " كنتي بتحبيه ؟! " .. 

الثلاثاء، 10 يوليو 2012

صندوق الأطباق المكسورة !


أيقظها ذلك الـ " وجع " .. فأحست بالخوف ! .. و لكن شئ ما آخر شعرت به بقوة جعلها تتصل بجارتها كي تكون بجانبها في تلك الليلة ! .. صار البيت كفضاء موحش بعد وفاة الأب و الأم و زواج الأشقاء ! .. لم يبق سواها و خطواتها المنتفضة بين الأركان ، علّها تحافظ على بقايا دفء و حياة لا تزال موجودة ! .. صوت الراديو تحتفظ به عالياً ما بين إذاعة الأغاني و إذاعة القرآن الكريم ! .. جميع الحجرات مضاءة و جميع النوافذ مغلقة عدا نافذة حجرتها المطلة على الشارع الرئيسي .. حيث نفير السيارات و نداءات الباعة و صياح العائدين !

الاثنين، 9 يوليو 2012

لحظات ظلام ..


انقطعت الكهرباء عن الحي كله .. فأدركت حينها أنه لم يبق هناك شئ سواي ! .. أروع شئ أنها انقطعت ليلاً ! .. و تلك الليلة لم تكن مقمرة ، و ربما أيضاً غابت النجوم عن هذا الفضاء و عن المدينة بأكملها .. لكن السماء كانت صافية ، فكان ذلك كافياً لإدراك نورها الهادئ .. الجَليّ ! .. البيوت تشبه بعضها إلى حد كبير .. لأول مرة تبدو البيوت كالبيوت ! .. النوافذ جميعها مفتوحة ، ينتظر أصحابها نفحات من أضواء كشافات لسيارات عابرة .. أو نسمات ضلّت طريقها فمرت من هذا المكان قبل أن تهتدي !

الأحد، 8 يوليو 2012

أسفل الهدوء ..


تعلم أن آلامها ستعود من جديد ! .. كلا ، ليست آلامها النفسية فهي قادرة على وأدها و إخفائها .. و أحياناً تجاهلها ! .. و لكنها آلامها الجسدية التي ذاقتها منذ سنوات و لم يكن لها قبل بتحملها ! .. كل يوم تجلس على الكرسي كأنها في انتظارها ! .. تودع أولادها كل صباح لتمر الدقائق الميتة حتى تستقبلهم عند عودتهم ! .. صاروا رجالاً .. لكن يبقى في صدرها فجوة تشعرها بشئ ينقصها .. شئ مهم !

السبت، 7 يوليو 2012

... في عشق " جماد " !


كانت زيارتي الأولى .. و بالرغم من ذلك لم أشعر أنني غريباً على هذا المكان ! .. كأنني زرته من قبل ، أو بالأحرى .. كان يخالجني شعور بهذا التساؤل .. " كيف لم أزره من قبل ؟! " .. طرقات ، جدران ، صور ، وجوه .. و أعين ! .. التأثير المغناطيسي يحدث بين الحين و الحين ! .. وجه يناديك و آخر يصرخ فيك ! .. وجه ترى فيه قلبك و آخر ترى فيه حقيقتك ! .. كل ما حولي كان ينطق بالفعل .. و لكن من دون كلمات !

الجمعة، 6 يوليو 2012

ابتسامة مهرّج ..


قررت ألا أدعي شيئاً .. قررت أن أتوقف عن التمثيل .. قررت أن أكون عارياً .. قررت لفظ كل ما يضيق به صدري في وجه صاحبه .. قررت الغناء أينما شئت و البكاء وقتما شئت .. لذا لم يكن غريباً أن أذهب إلى الحفل بوجهي .. لا بوجه آخر ! .. كانت الأقنعة تحاصرني و تحدق في بعيون ميتة ! .. لكنني اعتدت الشعور بالاختلاف المميت .. اعتدت الشعور بالغربة .. أو هي التي اعتادتني !

الخميس، 5 يوليو 2012

لحظة غفران ..


منذ اشتدت عليها آلام المرض و هي لا تذكر سواها ! .. لا تذكر سوى صورتها الغريبة و هي بجسدها الهزيل الممدد فوق الفراش ، تناضل كي تستمد شهقات قد تبقيها حيّة و لو لدقائق إضافية ! .. عيناها اللتان كانتا تنظران إليها في رجاء و توسل ! .. محاولة النطق بكلمات أسف و اعتذار لم تعد مجدية ! .. يدها المعروقة المرتعشة التي كانت تربت على ساعدها في محاولة للتشبث به ! .. كل ذلك كانت تفعله لأنها لا تستطيع الرحيل من دون سماع كلمة " غفران " منها !

الأربعاء، 4 يوليو 2012

أكثر من مجرد " دائرة " !


استيقظت هذا الصباح و هي عازمة على وضع حد لهذا الاستهزاء و تلك السخرية ! .. منذ شهر و أكثر و هي لم تعد تشعر أنها " النجمة " ! .. لم يعد أحد يبالي بالحديث معها أو الإصغاء إليها كما في السابق ! .. في البداية تساءلت عن السبب ، لكنها بمجرد رؤيتهن و هن يحطن بصديقتها الجديدة و قد أيقنت أنها أكبر سبب فيما صارت تشعر به ! .. لقد استولت على جميع صديقاتها في أيام ، فأصبحت وحدها في دائرة فراغ واسعة و قاسية !

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

العرض مستمر ..



أُجبِرت على حضور ذلك العرض المسرحي الراقص .. و الصامت ! .. كيف يمكنها أن تفهم إذن ؟! .. إنها لا تذهب إلى السينما إلا عندما يكون الفيلم " كوميدياً " ، و لا تشاهد سوى المسرحيات التي تعرضها القنوات و تكررها ! .. هي تبحث عن الضحك بأي وسيلة ، و هي تعلم جيداً أن الضحك لا يعني بالضرورة أنها سعيدة ! .. و لكنها الحاجة إلى الصخب .. لا أكثر !

الاثنين، 2 يوليو 2012

أضغاث أحلام !


الساحة واسعة ، لا أستطيع رؤية نهايتها أو حتى تخمين " من أين بدأت " ؟! .. نور الشمس يعم الأجواء و الأركان ، لا يترك ثغرة أو فجوة .. حتى داخل أجسادهم ! .. أصطف معهم للصلاة .. أستطيع رؤية وجه الإمام بالرغم من أنني أقف خلفه ! .. التكبيرة الأولى ، ثم تقام الصلاة .. لا تمر ثوان حتى أجدهم يبدلون صفوفهم ! .. يدفعونني فيختل اتزاني و أسقط على الأرض ! .. أنظر للإمام ، إنه مستمر في الصلاة ! .. أقف و أستمر أنا أيضاً ، و لا تمر ثوان حتى يكرروا ما فعلوه و يبدلون صفوفهم ! .. هذه المرة أحاول أن أحافظ على ثباتي ، لكنني أشعر بدفعاتهم و كأنها ضربات ! .. ضربات قد لا تبدو وسط كل هذا العبث و ذلك الزحام ، لكنها قوية .. تؤثر في جسدي ! .. أنهار وحدي رغماً عني و أسقط ! .. أنظر للإمام في رجاء لأجده مستمر في الصلاة ! .. أقف مجدداً ، و أكمل ذلك الأمر الذي لا ينتهي أبداً !