عزيزي الغريب .. منذ أيام لم أكن أعلم إن كنت أشعر بالخوف ، أم من شدة الشعور به لم أعد أتحرَّك ! .. كان يقف أمامي كلبًا أسود ، من دون ملامح ، لم أكن أرى منه شيئًا .. و ربما لم يكن يتحرَّك هو أيضًا ! .. كان يكتفي بالوقوف جامدًا ، و كنت أكتفي بالنظر إليه في انتظار أن يحدث شئ ! .. ربما لم أعد أخاف ، ربما كنت أموت رُعبًا .. في الحالتين تحرَّكت ، و سِرْت بجواره أتساءل .. هل كان هذا حقيقيًّا ؟!
أتعلم .. بدأت أدرك أنني أحمل مشكلةً ما .. قد أكون أنا المشكلة نفسها ، لكنني لم أعد أملك دماغًا مناسبة للتفكير و البحث ! .. ما أراه .. حقيقيًّا ! .. أجدني أصدقه رغمًا عني في النهاية ! .. لا أخفي عليك .. لقد اشتقت بطريقةٍ ما إلى الكوابيس ، حيث لا يوجد ما يستحق الخوف بمجرد استيقاظك ! .. لذا أنام كثيرًا هذه الأيام - بالرغم من أنه لم يعد أمرًا مُجديًا كما في الماضي - ، و أتساءل .. كيف يكون هذا حقيقيًّا !
هل تستطيع أن تخبرني ، متى سنتوقَّف عن الشعور بالجوع ؟! .. و متى يمكن أن نتقبَّل كل ما هو مُتاح من دون تفكير ؟! .. حسنًا .. هل بِتّ تشعر مثلي بأنك الطبق المُفضَّل لساعات الحائط ؟ .. ماذا لو تخلّصنا منها ؟! .. أظن أننا سنصير أفضل حتى لو كُنا نخدع أنفسنا بذلك .. على الأقل لن تشعر حينئذ بأنك تتآكل ! .. سيمُر كل شئ من دون ألم .. من دون أن تتساءل .. متى ينتهي كل ما هو حقيقي ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.