الشارع لا يهدأ ! .. زحامٌ شديد ، مُميت .. في كل شئٍ تقريباً ! .. هنا توقّف الناس عن التنفُّس منذ فترة ! .. توقّفوا عن الحياة ، لكنهم لم يتوقّفوا عن الحركة ! .. نداءات ، تحيّات ، سيّر ، قفز ، هرب .. كل ذلك يحدث في آليّة كأنهم فقدوا الوعي ! .. أمّا هو فكان في وسط هذا التكوين مُختلِفاً ! .. يقف على جانب الطريق يتحدّث إلى أحدهم بابتسامة واسعة ! .. ابتسامة اكتشاف ربما ! .. كان يبدو كمن عرف ما يخبئ له القدر في المستقبل ! .. بدا كجزءٍ غريب في تلك اللوحة .. كل ما فيه يعلن أن هذا ليس مكانه و بأنه دوماً خارج كل إطار !
في حقيقة الأمر لم يكن موضوع الحديث يستحق هذه السعادة ! .. هو فقط كان يحتاج إلى الحديث ! .. أي حديث ! .. فقد اعتاد منذ شهور أن يخرج يوم إجازته ليتمشّى في شارعه و الشوارع المجاورة ! .. لِمَ ؟! ، لكي يبحث عن أحد - أي أحد - يعرفه ، فيوقفه و يتحدّث معه و لو لدقائق ! .. هذه المرّة أوقف صديق عمّه ، صحيح أن العجوز لم يكن يتذكّره جيّداً لكنه لم يقدر على صدّ ابتسامته و تحيّته ! .. وقف يتحدّث إليه ، سمع شكواه ، منحه بعض كلمات و هو يربت على كتفه .. ثم ذهب !
حديث لم يستغرق خمس دقائق ، لكنه ساعده على الوقوف و الاستمرار في السيّر ! .. ساعدة على الاستمتاع بالهواء بالرغم من شوائبه ! .. ساعده على تذوّق القهوة بشكلٍ مُختلِف .. و أحلى ! .. كأن مسام جِلده قد تفتّحت على العالم أجمع ! .. عالم يراه بعيون تبحث فقط عن مصادر النور ! .. عند عودته للبيت لم يكن الحال يختلف كثيراً عن الشارع ! .. كأنه الصخب نفسه ، الآليّة نفسها ، الحركة رغم الموت ! .. أشياء كثيرة و قويّة يحس بها تلفظه ، و لا تتوقّف عن فِعل ذلك أبداً ! .. يبدو كمن أُرغِم على مقاومة ما هو أكبر من الغُربة ! .. يبدو في بيته كمن لا يعرف أحد و لا يعرفه أحد !
كويس ان في حد بيرضى يسمع
ردحذفبـ يبقوا قليّلين أوي أصلاً يا شيماء لكن لسّه موجودين الحمد لله .. ^^
حذفشخص بهذه المواصفات غير موجود الآن
ردحذففالجميع أصبح عندهم إكتفاء ذاتي من الهموم
ولا يستطيعون سماع ماعند الآخرين مش هموم تضاف الي همومهم
تحيـــــــــاتي
كانت هنا ورحلت
Asmaa Fathy
هو ده بـ يرجع ساعات للطرف اللي بـ يتكلّم .. هل هو بـ يفضفض ولا بـ ينكّد ع اللي قُدّامه و خلاص + إن 5 دقايق مش هـ يأثّروا أوي يعني ف أي حد قرّر يسمع التاني ..
حذف