رأيت فيما يرى النائم ..
امرأة في الخمسين تذهب و تجئ بوجه جفّفته الوحدة . قلت إني أعرف هذا الوجه و لكن من ، و متى ، و أين ؟ . و حيّرتني سُحب النسيان . غير أن المرأة لم تهجع و لكنها ذهبت محمومة و هي ترمقني بعين مفكّرة ثم رجعت بشاب رثّ الهيئة و هي تربت على خدّه بحنان . و انقضّ عليها الشاب فاعتصرها بين ذراعيه مليّاً حتى تأفّفت . و رماها بنظرة نكراء ثم دفعها فتهاوت على الأرض فانهال عليها ضرباً ثم ذهب . جعلت تتأوّه و تبكي ، ثم قامت في إعياء شديد و قد فقدت ذراعها اليسرى . قلت لها :
_ ذراعك !
فأعرضت عنّي و مضت ، ثم رجعت و هي تربت خدّ شاب شِبه عار . و جذبها إليه مثل ذئب جائع و اعتصرها بين ذراعيه . و انفصل عنها متقزّزاً و صبّ عليها قبضتيه و قدميه حتى سقطت على وجهها . و غادرها فاستسلمت للنحيب ثم نهضت طاعنة في السن و قد فقدت ذراعها اليمنى . و قلت لها :
_ ذراعك !
فأعرضت عنّي و ولّت . و تكرّر الفعل و ردّة الفعل حتى لم يبق منها إلّا اللسان . و غزاني الحزن و العجب فتساءلت :
_ ماذا فعلت بنفسك ؟!
فأجابني لسانها :
_ الوحدة و الحنان ..
و تساءلت في حيرة " متى سمعت هذه العبارة من قبل .. ؟ " .
نجيب محفوظ
من مجموعة .. " رأيت فيما يرى النائم "
قصتك صعبة اووووي بجد
ردحذفتشبة تلك الحالة التي عايشتها في زيارتي لدار المسنين
ادعوكِ لزيارة مدونتي المتواضعة
وذكر رأيك في ( في دار المسنين )
آخر كتاباتي حالة عشتها للأسف
وتأثرت بها ولم أستطع نسيانها فقررت أن أكتبها
علي هذا الرابط
http://asmaafathy.blogspot.com/
تحيــــــــــاتي
كانت هنا ورحلت
Asmaa Fathy
الكتاب نفسه يا أسماء ممتع أوي ، كان فيه حاجات كتير منه كنت عايزة أحطها لكن دي أكتر واحدة علّقت معايا .. ^^
حذف