عزيزي الغريب .. بالأمس تلقّيت رسالتك ! .. كنت أقف في الشُرفة كعادتي أحاول التقاط كل ما يسير في السماء ، ربما كنت أنا أيضاً أسير فيها دون أن أدري .. إلى أن انتبهت لذلك الهُدهُد ! .. إنها المرّة الثالثة في حياتي التي أتأمّله فيها ! .. غرس مخالبه الصغيرة في الجدار فبدا كجُزءٍ منه أو كأنه شئ معلّق ! .. كلّما اقتربت منه أكثر ازداد تمسُّكاً بالجدار ، و ربما راح يتأمّلني كما أفعل معه ! .. حينئذ علمت أنه مخلوق مختلف - فقط - لأنّك من أرسلته ! .. لا أخفي عليك .. الهُدهُد يذكّرني بسُليمان ! .. يجعلني أفكّر فيه مليّاً ، رغم أنني لا أعرف الكثير عن حياته ! .. بلّ إنني أحياناً أسأل الله أن يحبّني كما أحبّ سُليمان و لو مثقال ذرّة ! .. ألم أقل لك من قبل إنني أتّسم بالجشع ؟!
أخبرني ، كيف يكون حالك و أنت تقرأ عن موسى أو داوود ؟! .. ألا تزول عنك وحدتك عند عِلمك بأنها قد وقعا في الخطأ مثلنا ؟! .. أنت تعلم ، موسى قتل و إن كان قد فعل ذلك عن غير قصد ، و داوود طمع في امرأة أحد جنوده ! .. إذن ، هل قرأت عن قصّة الملكيّن الذين هبطا إلى الأرض فأذنبا كما يذنب البشر ؟! .. حسناً ، ربما تمكّنت الآن من تفسير دُنياك أفضل من محاولاتك لتفسير ذاتك !
هل تعلم .. البعض يتعرّضون للانتقاد كل يوم فقط لأنهم ليسوا أذكياء ! .. ربما بسبب ذلك ألوذ بالصلاة ، لا من أجل أن يهبني الله الذكاء الذي يتحدّثون عنه و إنما ليصدّ عنّي ذكاء البشر ! .. قلّ لي ، متى كانت المرّة الأخيرة التي شعرت فيها بأنك لا تستحق ما تتمنّاه أو تحلم به ؟! ، و بعد .. ماذا كان بإمكانك أن تفعل تجاه ذلك الشعور السخيف ؟! .. عليك أن تسرع في البحث عن الإجابة كيّ تقرّر .. إمّا أن تتوقّف عن الحُلم أو تستمر فيه ! .. أجلّ ، أعرف ما ستخبرني به ، بلّ ربما تكون مُحقّاً أيضاً في ذلك ! .. فهناك يا عزيزي أسئلة في هذه الحياة ستضلّ إجاباتها عند توجيهها للبشر ، لذا فمن الأفضل إرسالها في خطاب إلى السماء ! .. أَتعلم ، قد يتمكّن هُدهُدك من تولّي تلك المهمّة !
ربما بسبب ذلك ألوذ بالصلاة ، لا من أجل أن يهبني الله الذكاء الذي يتحدّثون عنه و إنما ليصدّ عنّي ذكاء البشر ! ..
ردحذفرسالة جميلة يا نهى
والله و وحشتني ردودك يا وفاء .. :)
حذف