عزيزي الغريب .. أليس من الأفضل أن تظلّ غريباً ؟! .. صحيح أنني أفكّر أحياناً إن قابلتك فأين سيكون اللقاء و متى و كيف ستبدو ؟! ، لكني في الحقيقة لا أرغب في ذلك ! .. ليس الآن أو غداً أو حتى بعد مائة عام ! .. لا أرغب في الجلوس أمامك و النظر في عينيك كما أفعل معهم ! .. عليّ إخبارك أنني أفضّل الصمت معظم الوقت ، يحسبني الناس أنني أستمع إليهم لكن ذلك لا يحدث طول الوقت ! .. تسألني إن كان ذلك شروداً ؟! .. منذ متى كان الاستماع إلى صوت نفسك شروداً ؟! .. حسناً ، ربما عليك الآن ترتيب أولويّاتك !
لا أريد رؤيتك لأنني بذلك سأتوقّف عن الحكي ، و سأبحث عن غيرك ! .. كلّا ، إنني لا أتعمّد الهروب و لكن أكثرهم لا يدركون أن المواجهة لا يجب أن تكون مستمرّة ! .. فهي لحظة واحدة و وحيدة لا يحتاج المرء لتجربتها أو تمثيلها أو حتى إعادتها ! .. هل تعلم .. رغم خوفي من الغُرباء إلّا أنني قادرةً على النظر في عيونهم بقوّة ، فأنا لا أتمكّن من تفسير البشر إلّا بتلك الطريقة ! .. لا أسمع منهم شئ ، و لا أفهم من حديثهم شئ .. لأن ذلك لن يوصّلني إلى شئ !
أعلم جيّداً ما سيحدث .. إن اقتربنا فلن نتمكّن من تقدير المسافات ، حينئذ ستكون النهاية ! .. هل تعلم ، إنني أرفض أن يخبرني أحدهم بما ينقصني أو بما أحتاج إليه و ربما بما عليّ فعله ! .. ليس فقط بسبب صلابة رأسي و لكن بذلك ستبدو الأشياء في طريقها إلى النهاية أيضاً ، و لن يحقّ لي أن أسأل أو أن أخف أو حتى أن أفكّر ! .. سيتوقّف كلّ شئ و لن يبقَ سوى أن أتوقّف أنا عن التنفُّس ! .. إن التقينا فلن يمنح كلّ منّا فرصة للآخر كي يتحدّث ، و ربما نضبط أنفسنا و نحن نلعن لحظات الصمت ! .. ببساطة سوف نصبح مثلهم ، و سنتصرّف كما يتصرّف الجميع ! .. عزيزي ، هناك حقائق في تلك الحياة عليك أن تبتلعها كاملةً دون أن تتذوّقها ! .. و إذن .. اعتبر ما قلته لك إحدى هذه الحقائق .. فاقبلها !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.