الجمعة، 6 يوليو 2012

ابتسامة مهرّج ..


قررت ألا أدعي شيئاً .. قررت أن أتوقف عن التمثيل .. قررت أن أكون عارياً .. قررت لفظ كل ما يضيق به صدري في وجه صاحبه .. قررت الغناء أينما شئت و البكاء وقتما شئت .. لذا لم يكن غريباً أن أذهب إلى الحفل بوجهي .. لا بوجه آخر ! .. كانت الأقنعة تحاصرني و تحدق في بعيون ميتة ! .. لكنني اعتدت الشعور بالاختلاف المميت .. اعتدت الشعور بالغربة .. أو هي التي اعتادتني !


تقدم أحدهم نحوي متسائلاً عن قناعي ، فأجبته بأنني لا أحمل سوى وجه واحد ! .. لا أعلم كيف أمكنني رؤية ملامحه الغاضبة من خلف قناعه ، لكن ذلك لم يزعجني أو يقلقني .. بل ربما ما حدث كان سبباً في تلك الفكرة التي نفذتها ! .. جذبت من يد إحدى الفتيات " أحمر شفاه " و توجهت إلى أقرب مرآة .. ثم بدأت ! .. لم يكن وجهاً بالضبط .. لكنها كانت ابتسامة .. ابتسامة مهرّج !


يريدونني أن أضع قناعاً لأخفي وجهي الحقيقي ، فكل ما فعلته أنني منحت وجهي خطوطاً و ألوان كشفت عنه أكثر .. كي يبدو واحداً .. حقيقياً ! .. لِم كان المهرج ؟! ، لأن الجميع يتكئون عليه بآلامهم التي تثقله ، فيبدو كأنه على وشك الانهيار .. لكنه لا يسقط أبداً ! .. في البداية كنت أظن أنه كالطبل أجوف ، إلا أنني لم أدرك الحقيقة إلا عندما كنت في السيرك ! .. عندما شعرت بالخجل و القهر لإدراكي أنهم لا يضحكون من المهرّج .. و إنما يضحكون مني أنا .. و أنا ربما أكون بالفعل مهرّج .. لكنني لست مخلوقاً أجوف كما يظنون !

هناك 4 تعليقات:

  1. مابجيش هنا وتخذليني أبدا

    دايما مبدعة

    ردحذف
    الردود
    1. ما بجيش هنا إلا و تكون رافع معنوياتي .. روح يا شيخ ربنا يخليك للغلابة إللي زيي .. :D

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.