أُجبِرت على حضور ذلك العرض المسرحي الراقص .. و الصامت ! .. كيف يمكنها أن تفهم إذن ؟! .. إنها لا تذهب إلى السينما إلا عندما يكون الفيلم " كوميدياً " ، و لا تشاهد سوى المسرحيات التي تعرضها القنوات و تكررها ! .. هي تبحث عن الضحك بأي وسيلة ، و هي تعلم جيداً أن الضحك لا يعني بالضرورة أنها سعيدة ! .. و لكنها الحاجة إلى الصخب .. لا أكثر !
يبدأ العرض ، و يرفع الستار ، و تُنفخ الحركة في جسد المكان كله ! .. عجباً ! .. إنها هي !! .. كأنها ملامحها نفسها ! .. كأنها تنظر إلى مرآة ! .. حركتها لا تهدأ ، تنطلق من ركن إلى آخر و من زاوية إلى أخرى .. و من حياة إلى حياة ! .. ضوضاء و ضجيج .. و صخب ! .. كلما أدركت أنها على وشك أن تصبح " وحيدة " فرّت إلى زاوية أخرى .. إلى عالم آخر .. لتبدأ رقصة مختلفة و جديدة !
ها هي على وشك الملل .. على وشك الانكسار ! .. حركتها تخفت رويداً رويداً ! .. رقصتها تتجمد كأنه الاحتضار ! .. لا ترى نور الشمس و لا تسمع أصوات يوم جديد ! .. ما جدوى كل ما يحيط بها و هي تشعر أنها " ضعيفة " لا تملك شيئاً .. و ليست حتى بذات أهمية كي يتمسك بها شئ ! .. لحظة ، هي لحظة عادت تحمل لها الصخب نفسه بيد أنه مختلف ! .. لحظة عادت بصخب حلم قد تحقق و وحدة قد تلاشت ، و سعادة تتجلى في وجهها دون الحاجة إلى ضحكات مسموعة !
لم تنتظر حتى ينتهي العرض ، و إنما هرعت إلى الخارج و اكتفيت بما شاهدته ! .. مكالمة على هاتفها المحمول تشعرها بذلك " الانكسار " ! .. و لكنها باتت تؤمن به و بقوته التي تجلب معها كل شئ كانت تظن أنه لن يأتي أبداً ! .. كل ما عليها هو انتظار ذلك الحلم الذي سعت إليه و لا يزال بعيداً عنها ! .. نظرت إلى باب المسرح في فضول و خوف ! .. إنها تريد أن ترى نهاية العرض و في نفس الوقت تخشى المواجهة ! .. و لكن أياً كانت النهاية فيكفي علمها أنها ستنال ما تتمنى ، حينها لن يهمها أي ألم .. و لن تخشى
مواجهة أي نهاية .. فقط لو تصل !
رائعة، بجد تحفة ومن اجمل ما كتبتِ
ردحذفمع إني برضه مكنتش متحمسة ليها يا وفاء .. منوراني .. ;))
حذفأياً كانت النهاية فيكفي علمها أنها ستنال ما تتمنى
ردحذفاتفق شكلا ومضمونا مع هذه العبارة
مميزة دائما أستاذة نهى
فتحياتي
يسلم تعليقك يا ضيا .. بس بلاش * أستاذة * عشان بتحسسني إني طالعة ع المعاش الله يكرمك .. :))
حذفرائعة جدا
ردحذفابدعتِ هنا
:)
حذف