الثلاثاء، 3 يوليو 2012

العرض مستمر ..



أُجبِرت على حضور ذلك العرض المسرحي الراقص .. و الصامت ! .. كيف يمكنها أن تفهم إذن ؟! .. إنها لا تذهب إلى السينما إلا عندما يكون الفيلم " كوميدياً " ، و لا تشاهد سوى المسرحيات التي تعرضها القنوات و تكررها ! .. هي تبحث عن الضحك بأي وسيلة ، و هي تعلم جيداً أن الضحك لا يعني بالضرورة أنها سعيدة ! .. و لكنها الحاجة إلى الصخب .. لا أكثر !


يبدأ العرض ، و يرفع الستار ، و تُنفخ الحركة في جسد المكان كله ! .. عجباً ! .. إنها هي !! .. كأنها ملامحها نفسها ! .. كأنها تنظر إلى مرآة ! .. حركتها لا تهدأ ، تنطلق من ركن إلى آخر و من زاوية إلى أخرى .. و من حياة إلى حياة ! .. ضوضاء و ضجيج .. و صخب ! .. كلما أدركت أنها على وشك أن تصبح " وحيدة " فرّت إلى زاوية أخرى .. إلى عالم آخر .. لتبدأ رقصة مختلفة و جديدة !


ها هي على وشك الملل .. على وشك الانكسار ! .. حركتها تخفت رويداً رويداً ! .. رقصتها تتجمد كأنه الاحتضار ! .. لا ترى نور الشمس و لا تسمع أصوات يوم جديد ! .. ما جدوى كل ما يحيط بها و هي تشعر أنها " ضعيفة " لا تملك شيئاً .. و ليست حتى بذات أهمية كي يتمسك بها شئ ! .. لحظة ، هي لحظة عادت تحمل لها الصخب نفسه بيد أنه مختلف ! .. لحظة عادت بصخب حلم قد تحقق و وحدة قد تلاشت ، و سعادة تتجلى في وجهها دون الحاجة إلى ضحكات مسموعة !


لم تنتظر حتى ينتهي العرض ، و إنما هرعت إلى الخارج و اكتفيت بما شاهدته ! .. مكالمة على هاتفها المحمول تشعرها بذلك " الانكسار " ! .. و لكنها باتت تؤمن به و بقوته التي تجلب معها كل شئ كانت تظن أنه لن يأتي أبداً ! .. كل ما عليها هو انتظار ذلك الحلم الذي سعت إليه و لا يزال بعيداً عنها ! .. نظرت إلى باب المسرح في فضول و خوف ! .. إنها تريد  أن ترى نهاية العرض و في نفس الوقت تخشى المواجهة ! .. و لكن أياً كانت النهاية فيكفي علمها أنها ستنال ما تتمنى ، حينها لن يهمها أي ألم .. و لن تخشى 
مواجهة أي نهاية .. فقط لو تصل !

هناك 6 تعليقات:

  1. رائعة، بجد تحفة ومن اجمل ما كتبتِ

    ردحذف
    الردود
    1. مع إني برضه مكنتش متحمسة ليها يا وفاء .. منوراني .. ;))

      حذف
  2. أياً كانت النهاية فيكفي علمها أنها ستنال ما تتمنى

    اتفق شكلا ومضمونا مع هذه العبارة

    مميزة دائما أستاذة نهى

    فتحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. يسلم تعليقك يا ضيا .. بس بلاش * أستاذة * عشان بتحسسني إني طالعة ع المعاش الله يكرمك .. :))

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.