سألته .. لماذا خُلقت الحيوانات قبل خلق الإنسان ؟! .. فأجاب بنموذجية .. خُلقت كي تخدمه و تبقى مسخرة له ! .. و أكملت أنا .. و كي يتعلم منها أيضاً ! .. ألم يتعلم قابيل كيف يداري سوءة أخيه من .. غراب ! .. و أدرك يونس قمة ضعفه حينما سجن في .. بطن حوت ! .. و علم سليمان بضلال مملكة سبأ من .. هُدهُد ! .. الحيوانات مخلوقات غريزية .. معقدة في تفكيرها .. متطرفة في مشاعرها .. لا تعرف سوى لونين .. الأبيض و الأسود ! .. لذلك فبعضها ينقرض في الغالب لأنه لا يقدر على التحايل و لا يفقه شيئاً عن فن المراوغة .. أمثالنا نحن البشر !
بالأمس التقيت بحيواني ! .. كان دُباً ! .. بالطبع لم ألقه وجهاً لوجه ، و إنما كنت أشاهد إحدى برامج الحياة البرية ! .. و هذا الدُب كان مختلفاً .. لأنه كان سعيداً ! .. لِم نصُب تركيزنا دوماً في التفتيش عن دموع الحيوانات بالرغم من أن فرحتها أكثر وضوحاً و بساطة .. و قد نستمد منها فرحة تخصنا حتى و لو للحظات ! .. هذا الدُب كان استثناءاً لأنه لم يستجب لرغبة الطبيعة ! ، فمع حلول فصل الشتاء كان هو الوحيد المستيقظ من بين أقرانه .. محطماً ذلك البيات الشتوي !
ممدداً على ظهره .. كان سعيداً ! .. مستمتعاً ببقايا طعام قد وجدها .. كان سعيداً ! .. ممسكاً بكرات ثلج قد صنعها بتلقائية .. كان سعيداً ! .. ناظراً نحو السماء البيضاء .. كان سعيداً ! .. استطاع الخروج بنفسه من ذلك الإطار الذي كان يقيده طوال سنوات ! .. كاسراً تلك العادة المُحكمة التي يفعلها غريزياً .. ربما لأنه اكتشف ما هو أكبر من تلك الغريزة ! .. لقد راح يستمتع باكتشاف شئ جديد و حلو في هذا العالم !
لا أذكر أنني فعلت مثله إلا عندما كنت طفلة ! .. بعدها توقفت عن خوض مغامرة الاكتشاف رغم بقاء رغبتها في نفسي .. ربما لإدراكي ماهية الألم الذي يرعبني ! ، و لكن الوأد أكثر الأفعال إيلاماً على الإطلاق ! .. و ليس كل ما في الحياة خطر ! .. قد تكمن فرحة حلوة وراء مغامرة قد تبدو خطيرة ! .. لكننا نكتشف بعد خوضها ما كنا عليه .. و ما أصبحنا عليه .. و ما اكتشفناه بالفعل ! .. فقط لا أحتاج سوى استحضار اندفاع الطفولة الفطري قدر الإمكان و من دون خوف .. حتى أكتشف ! .. حتى أكون سعيدة !
كما قلت لكِ سابقا أعشق نظرتك المختلفة و بحثك عن ماهية الأشياء من حولك
ردحذفدمتِ راقية
ربنا يكرمك يا مصطفى .. إبقى تعالى هنا كل يوم .. :D
حذفما يحرمنا متعة الاكتشاف هو زهدنا فيها أو ظننا معرفة كل شيئ ،
ردحذففكري في قصة موسى والخضر.
----
تحياتي
هي دي .. رغم إنه مش لازم عشان جينا الدنيا يبقى لازم نلحق نعرف كل حاجة فيها قبل ما نمشي .. و قصة سيدنا موسى و الخضر أكبر مثال على ده فعلاً .. :)
حذفاعتذر، علشان الناس أوقات بتستغرب من طريقة تعليقي.
ردحذفأنا لا أحب أن أكتب تعليقات كبيرة وفقط.
علّق براحتك و مايهمكش م الناس .. شعارنا .. إبقى تعالى هنا كل يوم .. :D
حذف