لم تكن زيارة لصديق قديم لم أره منذ سنين .. و لكنها كانت زيارة لمكان مولدي ! .. صورته ملتصقةً بذهني ، و لأننا مرضى بـ " التمسّك بالماضي " فكان كل ما فيّ يرفض رؤية أي تغيير أو حتى الاعتراف به ! .. ضللت الطريق في البداية ، لكن في المرة الثانية استطعت العثور عليه ! .. ربما حقاً قد تغيرت ألوان نوافذ البيوت .. ربما أضحى كل شئ " عتيقاً " أو كأنه خرج لتوّه من الأرض بعد سبات طويل ! .. ربما تغيرت حتى الأصوات و اختلفت بعدما كبر الصغار و راح كل منهم يعلن عن حاله بنداءاته و ضحكاته !
مكان مولدي .. شارعي القديم ! .. أول عالم أصطدم به ! .. و لكل " أول " نكهة خاصة ما إن يجتازها المرء حتى يشعر بالحنين لمجرد أنها صارت من " الماضي " ! .. لكنني أذكر أشياء مؤلمة أيضاً ! .. إن الصور في عقلي مشتتة .. مبعثرة ، رحت أحاول تجميعها في ذهني ! .. كل شئ كنت أحاول جمعه كي يصير كائناً أمامي كالحياة ! .. أجل ، كنت أريد تذكر " حياة " !
أول قفزة أدمت قدمي فعرفت من خلالها ماهية الألم ! .. أول ضمّة أدفئتني و شعرت بفضلها كأنني في فصل " خامس " من فصول السنة ! .. أول نجاح تذوقته على مهل بعد عناء فأدركت معنى " الفرحة " ! .. أول فشل أفقدني الوعي و رحت على إثره أعيد ترتيب أوراقي ! .. أول عقاب تلقيته لأدرك بعدها حدود حريتي ! .. أول حفل عيد ميلاد لازلت أحتفظ بصوره في ألبومي الخاص ! .. أول صديق شعرت معه بأنه " توأمي " ! .. أول تجربة حب " ساذجة " أمتعتني ! .. أول .. و أول .. و أول ... !
ما أذكره و ما لا أستطيع أن أذكره كان يقف أمامي ! .. يعيدني إلى عهد كان قلبي فيه أنقى من الثلج ! .. ماذا حلّ بي بعد ذلك ؟! ، إنه الطريق ! .. ذلك الطريق الذي يسير و يرغمك أنت أيضاً على السير ! .. عندما تتعدد التجارب - تجارب القفز ، و العقاب ، و النجاح ، و الفشل ، و الصداقة ، و الحب - فإنها تدفن ذلك الـ " أول " فلا يسعك سوى الاشتياق إليه ! .. لكنني لم أكن أعلم أنه كان بإمكاني بعثه من جديد فقط .. إن زرت مكان مولدي !
قصة رائعة
ردحذفتسلم ايدك
مع خالص تحياتى
الحمد لله .. إنها عجبتك .. مع إنها مكنتش عاجباني أنا شخصياً يا تامر والله !! :D
حذفممتع جداً :)
ردحذفأعتقد أن الحنين لا يخبو لـ أي أول نظل نتذكر كل شئ لكن يمنعنا الانشغال من تزكره تقبلي مروري
بالظبط يا فاطمة .. هو الواحد بس ساعات بيعتبر * التذكر * في حد ذاته رفاهية .. لكن مايعرفش إن حاجة زي كدة هتكون ممتعة ليه أوي .. ^^
حذفالنوستاليجا :)
ردحذفهي دي يا لبنى .. تصدقي كنت ناسية المصطلح ده أصلاً و أنا بكتبها .. :D
حذفنهى نهى نهى ..
ردحذفجدًا هنآا سعدتُ بالتعرف على مدونتكِ ،
هذه التجربة رآائعة ،
بل أكثر ،
سعيدة لأنها أتاحت لي أن أكون هنآا ،
و أشاهدَ حالاتٍ لأشخاصَ هي ذاتُ الحالات التي تعبرني أنا !!
" الأول "
ما زال في الذاكرة الرمادية ،
تطفو الذكريات تارة ،
ثم تختفي تارة أخرى ..
هذا دومًا يشجعني على أن أجرب كل شيء !
و أي شيء !
مرة و ثلاث و أربع !
لا أريد أن أفقد ذكرياتي مع الحياة ،
و إن كانت باردة ..
استمتعتُ جدًا هنآا !
و أحببتُ علاماتِ التعجب المتناثرة التي أحبها كثيرًا بالمناسبة :)
شكرًا لمن أتاح لي هذه الفرصة ..
تحيآاتي لكِ ..
دعاء دعاء دعاء ..
حذفأنا إللي مبسوطة إني عرفتك والله .. ومبسوطة أكتر إن تدوينة * على قد حالها * زي دي تعجبك كدة هي و * علامات التعجب * ;)
" هذا دومًا يشجعني على أن أجرب كل شيء !
و أي شيء !
مرة و ثلاث و أربع !
لا أريد أن أفقد ذكرياتي مع الحياة ،
و إن كانت باردة .. " .. حلوة أوي .. :)
ههههه
حذفهل أعجبتكِ :)
هههه
لقد أت كتدوينتكِ هنا " عفوية " ..
:)
عشان الاول ده بيكون ليه مذاق خاص
ردحذفدايماً بيكون ليه حنين مرتبط بيه
سعيده انى عرفت مدونتك :)
و أنا كمان يا دينا .. و مبروك كتابك الأولاني و إن شاء الله مايبقاش الأخير .. :)
حذفتسلم إيدك يا نهى
ردحذفبحب الإحساس الأول و بفتقده جداً
الفكره تحفه و أسلوبك إنسيابي و جميل كالعاده
أرق تحية لكي
كلنا بنحب الإحساس ده يا شيرين .. بيهوّن علينا العيشة .. :D
حذفحلو الحنين إلى الماضي بكل ما يثير من شجن وابتسامات :)
ردحذفحلو جداً .. أكتر من حلو كمان .. ^^
حذفكنت أظن أن هناك المزيد وكأنه سيل من الكلمات وأنقطع فجأة وبدون سابق انذار ...
ردحذفالبدايات دائماً لها روّنقها وسحرها الخاص
هي فعلاً كانت المفروض تطول و التفاصيل تبقى كتير .. لكن هي جت معايا كدة للأسف ! ^^"
حذف