الأحد، 9 سبتمبر 2012

عنوان .. !


عندما أصبحت وحدي .. لم أعد وحيداً ! .. صرت أسمعهم معظم الوقت ، و بوضوح أكبر ! .. صرت أشعر بأنفاسهم أقرب مما تصوّرت ! ، شئ أرق من الدفء ذاته ! .. ربما صاروا بالفعل أقرب إليّ بعد رحيلهم ! .. لم أعد غامضاً بالنسبة لهم ، و لم أصبح عارياً في نظرهم ! .. فأنا لازلت محتفظاً ببعض الخصوصية ! .. الغريب أن آرائهم نحوي تبدّلت تماماً ! .. صاروا أكثر هدوءاً في حديثهم .. كأنهم يرون شيئاً لا أستطيع رؤيته !

أين هم ؟! .. حسناً ، إنني أجدهم .. كل ما عليّ فعله هو أن أكون في قارب صغير في عرض البحر ! .. الزيارات لا ترتبط بالبيوت ، و أنا لم أشعر بالفزع عندما وجدت أحدهم أمامي في طرفة عين و الماء يحيط بنا ! .. لقد فَرِحت ، لأنني شعرت بأهميتي ! .. كأن أحدهم كان يبحث عنك طويلاً حتى وجدك ! .. لم يسأل عن عنوانك ، لم يكن يبحث عنه ، و إنما كان يبحث عنك أنت و لأنه يريدك حق اليقين فوجدك بسهولة .. بالرغم من أنك في نظر البعض " تائه " !

ربما كان من السهل عليهم أن يجدوني بعدما اختلفت نظرتهم .. باتت من أعلى ! .. لكن من قال إن البحث عن " إنسان " أمر يسير ، أياً كان من يبحث عنه ؟! .. هم استطاعوا العثور عليّ لأنهم أرادوا إيجادي بـ " كُلّي و جُزئي " ! .. لم يتوقعوني ، لم يتخيلوني .. فقط أرادوني ! .. لم يكن بإمكانهم فعل ذلك قبل العثور على أنفسهم أولاً .. و قد نجحوا ! .. صرت أرى في عيونهم شئ من الاعتذار و هذا يطمئنني ! .. حسناً ، ربما قد تغيروا بالفعل .. و لكن ما أؤمن به هو أنهم أظهروا كل ما كانوا يحاولون إخفائه في الماضي .. بإرادتهم أو رغماً عنهم !

هناك تعليقان (2):

  1. ليست سهلة كما يبدو ولكنها غاية فى العمق

    ردحذف
    الردود
    1. كانت جاية ف عز اللخبطة يا وفاء .. ^^"

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.