" و لكن بعض الجهلاء من وعاظ السلاطين يدعون الناس إلى شظف العيش كدليل على صدق الإيمان .. و هي مسألة سياسية و ليست دينية ، لأن عمنا القطب الصوفي الكبير سيدي الحسن الشاذلي كان لا يأكل إلا أطايب الطعام ، و لا يرتدي إلا اللين من الملابس ، و صادفه رجل في الطريق يرتدي ملابس مهلهلة بينما الحسن الشاذلي كان يرتدي الحرير و صاح في وجهه : و هل يعبد الله بهذه الملابس ؟ ، فرد عليه الحسن الشاذلي و هو يشير إلى ملابس الرجل المهلهلة : و هل يعبد الله بهذه الملابس ؟ .. ملابسي تقول للناس أنا غني عنكم فلا تعطوني ، و ملابسك تقول أنا فقير إليكم فاعطوني !
و قد سأله أبو العباس المرسي : هل يأكل الخشن من الطعام و يلبس الخشن من الملابس ؟ .. و كان جواب الحسن الشاذلي لتلميذه المرسي أبي العباس : يا أبا العباس ، اعرف الله و كن ما تشاء ..
و كان أبو الحسن الشاذلي يتعمد أن يأكل اللين من الطعام و أن يشرب البارد من الشراب ، و كان يقول : يا بني برد الماء فإنك إن شربت الماء الساخن و قلت الحمد لله تقولها بكزازة ، و إذا شربت الماء البارد و قلت الحمد لله استجاب كل عضو فيك لحمد الله !
...
و كان الحسن الشاذلي له رأي في الصوفية : " ليس هذا الطريق بالرهبانية ولا بأكل الشعير و النخالة و إنما بالصبر على الأوامر و باليقين في الهداية " "
محمود السعدني
من كتاب " وداعاً للطواجن "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.