الاثنين، 27 فبراير 2012

بائعة الكذب !


أن ينتظرك الجميع بفارغ الصبر ! .. أن يهرعوا إلى نوافذهم ليتأكدوا من وصولك ! .. أن يصمتوا و يخرسوا كل ما حولهم عندما تبدأ في نداءك ! .. أن يشعروا بلحظات ترقب لذيذة – بعد طول صمت و رتابة – لا يجدوها إلا معك ! .. هم يعلمون حقيقتي ، لكنهم لا يريدون التوقف عندها أو التفكير فيها طويلاً ! .. قدومي بالنسبة إليهم كوجبة غير صحية إلا أنها مرضية و ممتعة ! .. قدومي يمثل لهم حلم عابر يعيشونه و يستمتعون به في اليقظة !


أنا لا أقرأ المستقبل ، لكني أقرأ الوجوه جيداً ! .. الوجوه كالصفحات إن استطعت التعوّد على رموزها الغامضة فقد أصبح بإمكانك قراءة المزيد من المشاعر و الأفكار .. أصبح بإمكانك قراءة الأحداث من دون أن تربطها بزمن محدد ! .. تكرار ما يحدث و ربما تعقيده و تشابكه قد يزيل تلك الحواجز التي تفصل بين ما كان و ما يكون و ما سيكون ! 


الجلوس أمامهم يشعرني بالشفقة نحوهم ! .. الوجوه مختلفة إلا أن تلك النظرة واحدة ! .. نظرة الرجاء التي تريد منك أن تكذب ! .. بعض الكذب قد يمنحك الحياة أو بالأحرى يعينك على الاستمرار فيها ! .. أحاول قدر الإمكان تجميل ما أقول محتفظة بغموض الكلمات و بالرغم من ذلك فلا أجد أي فضول للفهم ! .. مثلما يعرفون حقيقتي أعرف أنا أيضاً حقيقتهم ، و تلك المواجهة ما هي إلا محاولة للهرب من أنفسنا بلعب أدوار مختلفة عنا .. لكننا نفشل في النهاية و نكتفي بذلك الصمت الكاشف !


" نريد كذبة " هكذا يطلبون فأفعل ! .. و أشعل في نفوسهم سعادة زائفة لكنها طويلة الأمد ، تعينهم على تحمل لحظات الكمد و الركود ! .. " نريد كذبة " هكذا يتوسلون فأمنح ! .. و أجعل كل منهم في انتظار أشياء قد تحدث أو لا تحدث ، المهم هو شعورهم بأنهم لا يزالوا أحياء .. فمعرفة الغيب تميت المرء قبل موعده ! .. يستمرون في الرجاء و أستمر في الكذب و أعود رغم كل شئ و أتساءل .. كيف للزيف أن يحيي البشر و يجعلهم أكثر ثباتاً ؟!

هناك تعليق واحد:

  1. و أجعل كل منهم في انتظار أشياء قد تحدث أو لا تحدث ، المهم هو شعورهم بأنهم لا يزالوا أحياء.. جامدة اوى

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.