الاثنين، 24 مارس 2014

هَوَس ..

عزيزي الغريب .. ضمّة واحدة قد لا تشفي ! .. ضمّات عديدة قد لا تجدي نفعاً ! .. إنك في حاجة إلى ضمّة مختلفة ، لا مجرّد مساحة فارغة بين ذراعين ! .. يبدو أنها النقطة نفسها .. الجوع و الشراهة ، الظمأ و الغرق ، اليأس و الطمع ! .. البشر من حولك يتحلّلون كالأسماك و هم أحياء بمرور الأيّام ! .. أشياء من أجسادهم تتساقط ، أشياء من أنفسهم تذبل .. لذا فلم تعد تلك المساحات بين أذرعهم كافية ! .. لن تمنحك ما تريده .. و إن تمكّن أحدهم من أسرك بين ذراعيه لبعض الوقت ، ستكتشف أن ما من شيء كي تأخذه أو حتى تستعيره .. سيمتصّونك رغماً عنهم و لن يستطيعوا الكفّ عن ذلك !

عليك أن تعلم أنك صرت أشبه بقطٍ عجوز .. لم يعد ينتبه لأحد ! .. لم يعد يخيفه شيء ! .. توقّف عن اللعب و لم يعد يجذبه طرف خيط أو كُرة صوف ! .. قطٌ عجوز انتهى من تذوّق كل ما في الكون و لم تعد هناك مساحة أخرى في معدته ، انتهى من اللعب و لم تعد عظامه كما كانت ، انتهى من السفر - أو هكذا يبدو - و لم يعد لديه فضول لاكتشاف ما هو خارج النوافذ ! .. قطٌ عجوز يتكوّر حول نفسه كل مساء .. في انتظار أسباب مختلفة - ربّما تكون أكثر فتكاً - للهرب !

هل أخبرتك يا عزيزي أنني في طريقي للتوقّف عن الهَوَس بالأحذية ! .. منذ شهور شاهدت حذاءاً أعجبني داخل إحدى فتارين العرض ، و بالأمس فقط شاهدته مُلقى على إحدى العتبات ! .. لم أتعرّف عليه في البداية ، استغرقت وقتاً في التأمُّل كي أدرك أنه " حذاء أحلامي " ! .. أتعلم .. قد نكون في الحقيقة أشبه بالأحذية المتهالكة ! .. ينتعل بعضنا البعض فيما يبدو ! .. حتى تنظيف الأحذية لا جدوى منه ، فالتجاعيد التي التصقت به - بفعل السحق أو حتى بفعل السير - لا تختفي أبداً يا عزيزي !

هناك تعليقان (2):

  1. ايه حكايتك مع القطط ؟:D

    ردحذف
    الردود
    1. مخلوقات بحبّها رغم بشاعتها .. طب منا ممكن أتكلّم عن الحيتان و عن البوم و عن الأسود و عن الباندا .. بس القطط هي إللي قُدّامي على طول أصلها .. ^^ + إن الدنيا إللي بـ تشدّك ليها القطط أغرب و أوسع و ساعات بـ تبقى أحلى .. :D

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.