الاثنين، 17 مارس 2014

عنهُم ..

عزيزي الغريب .. لازلت أحاول إخفاء فشلي في تلك الرسائل ! .. في بعض الأوقات ينفّض الإله عن قلبي ذلك الثلج ، فأشعر بالدفء في ثوانٍ .. ربّما لا أحتاج بعدها إلّا لمعطفٍ وحيد ! .. لا أعلم حتى الآن ، هل سيتكرّر ذلك كثيراً ؟! .. لكنني أظن أن كل شيء سيتوقّف ما إن يرحل الشتاء بصمته المطبق الأشبه بالموت ، و بأحلامه غير المفهومة التي يرسلها لي كل ليلة تقريباً ! .. لا أعلم ، لِم تفضّل القطط الحديث أثناء نومي ؟! .. لِم عليها الصياح في وجهي بلغةٍ غير مفهومة ؟! .. و لِم يمكنني فهمها بسهولة في النهاية .. بالرغم من خوفي ؟! .. حسناً ، في كل الأحوال ، أنا لا أريد الحديث عن القطط الآن .. ما رأيك إن حدّثتك عنها ؟!

" هي " لم تتفوّه بشكوى من قبل .. ولِدَت بجسدٍ هشّ منذ البداية ، و بالرغم من ذلك تمكّنت من الصمود لأطول فترة ممكنة ! .. " هي " لا تفضّل القطط - أو هكذا أظن - لكنها استطاعت أن تحلم بها في بعض الأحيان ! .. ظلّت لسنوات ترى أشياء مختلفة ، لا نستطيع نحن رؤيتها ! .. ابتسامتها كانت مشتعلة حتى آخر لحظة ! .. يُقال إنها ابتسمت ثلاث مرّات أثناء نومها .. قبل أن يهدأ كل شيء فيها ! .. بيتها يا عزيزي لا يزال محتفظاً بدفئه حتى الآن ! .. و إن دخلت حجرتها فلن تشعر بغيابها .. لن تشعر بأي خسارة على الإطلاق ! .. و ربّما تجد القطط في انتظارك أيضاً ! .. لا أخفي عليك .. إنني لم أحدّثك عنها ، إلّا لأنّني أرغب بشدّة في الحديث عنه !

" هو " لا يزال بالنسبة لي أكبر لُغز في هذا الكون ! .. ابتسامته الشيء الوحيد الذي أحببته فيه ! .. الضجيج الذي كان يعيشه جعله يقدّس الوحدة حتى صارت جُزءاً من تكوينه ! .. من يجلس بجواره ، كان عليه أن يصمت ! .. لم يكن لديه مشكلة في التعامل مع الموت .. تصالح بسهولة مع الوجه الآخر للحياة .. تصالح مع قسوتها .. ربّما ستتمكّن من رؤية تلك القسوة في ملامحه ! .. لا أستطيع القول إنه كان " يحب " ، لكنه فضّل امرأة واحدة في حياته .. رحلت و تركته للضجيج ! .. هل تعلم .. كنت أشعر أنه كان ميتاً أصلاً دون أن ندري ! .. لكنه كان يحتفظ بابتسامته كلّما رآني ، و مُداعباته التي لم أكن أفهمها لكنني كنت أفرح بها - فقط - لشعوري أنه ينتبه لي .. و يراني ! .. يُقال إنه كان يصرخ في وجه أحدهم و هو داخل حجرته وحيداً .. قبل أن يهدأ كل شيء فيه ! .. بيته يا عزيزي لم يعد كما كان ، لم يستطع الصمود فراح يموت موتاً بطيئاً .. كل شيء فيه يتآكل ! .. يكفي فقط أن تنظر لصورته حتى تشعر بالفقدان .. هذا إن مكّنتك الخفافيش من ذلك أصلاً !

أخبرتك من قبل أنني أبحث عن مكان يشبهني ! .. أشعر أحياناً أن المكان الذي يشبهك سيحمل جداراً من جُدرانه اسمك ! .. لن تستغرق وقتاً طويلاً حتى تتأكّد أنه " مكانك " ! .. ربّما حدث ذلك مع " أهل الكهف " أيضاً ! .. ربّما إن بحثنا جيّداً سنجد بعض الأسماء قد نُقِشَت في موضع ما منه ! .. الغريب أن المكان لايزال صامداً، و لا أدري أي طرف كان يمنح الآخر تلك القوّة ! .. هل حدث الشيء نفسه مع يونس و حوته ؟! .. أليس أمراً جيّداً أن يبقى أحدهما باقياً حتى الآن ؟! .. يُقال إنه لو كنت في عرض البحر و صرخت بـ " يونس " ، سيرد عليك صفير طويل .. قادماً من المكان الذي ابتلعه يوماً ما !

هناك تعليقان (2):

  1. انا من زماااااااااااان متابعة الى بتكتبيه رغم انى عمرى ما كنبتلك تعليق
    بس لكل مقالة تعليق مبيخلصش بخاف اطول عليكى فمبكتبش
    .. ساعات كتير بحس انى مريت بالكلام الى بتكتبيه :)
    انى عشته و حسيته ..
    الى خلانى اكتبلك النهاردة انى للمرة ال 5000 الى اغيب اغيب فيها و اجى افتح مدونتك الاقيكى كاتبة مقال فى نفس اليوم الى فتحت فيه .. كانك بتنادينى .. ^_^
    عامة عشان مطولش...رائعة كالعادة .. وبالذات بقا جزئية "هو" دى :)
    للمعلومات انا فى ثانوية عامة و مبفتحش النت كتير بس الغريب انى فتحت امبارح بعد ما حطيتى مقالتك .. مش بقولك بتنادينى..:)
    شكراً :)

    ردحذف
    الردود
    1. شذى .. أنا من زمان مافرحتش فرحة زي دي :') .. مش عارفة أقولّك إيه ؟! .. لكن تعليقك إللي بـ تقولي إنه طويل فرق معايا جامد .. و ابقى اعتبريني الندّاهة بتاعتك بس ندّاهة مش مؤذيّة و الله .. :))

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.