الاثنين، 14 أكتوبر 2013

سيناريو ..

عزيزي الغريب .. منذ أيّام مات قط صغير .. ليومٍ كامل راح يموء دون توقُّف ، أفرغ كل ما في جوفه تقريباً ، تجمّدت أطرافه .. ثم عاد إلى وضع الجنين ! .. أجل ، وضع رأسه الصغير بين يديه ثم استسلم بعدها لنومٍ عميق ! .. لم أكن أعلم أن الكائنات الصغيرة تُحدِث صخباً عند رحيلها هكذا ! .. كانت هذه هي المرّة الأولى التي أشاهد فيها الموت يأتي في سلام ! .. دون حادث ، دون دماء ، دون خوف .. فقط جاء ! .. حسناً ، عليّ أن أعتذر عن كلمة " مات " هذه .. أنت تعلم أن القطط كالبشر .. لا يموتون و إنّما يختفون فقط !

هذه الأيّام أشهد نهايات سعيدة لمن حولي ، كتلك التي اعتدت مشاهدتها في الأفلام الكلاسيكيّة القديمة ! .. لم أكن أعلم أيضاً أن النهايات السعيدة قد تتحقّق بالفعل على أرض الواقع .. أو أنه لم يكن لدي يقين بذلك ! .. أتعلم ، هذا يجعل الحياة أكثر إثارة ! .. إنه ينقلك إلى سؤال آخر و أصعب .. ماذا بعد النهايات السعيدة ؟! .. ماذا علينا أن نفعل ؟! .. هل سنظل سُعداء حقّاً ؟! .. لا أظن أن الأفلام استطاعت الإجابة على هذه الأسئلة ، فهناك أمور لا تنتهي إلّا بموت أصحابها ! .. ما أريده هو أن أشهد بنفسي هذه الإجابات .. و لكن دون موت !

عزيزي .. لقد بتّ أمارس الغباء مع الإله ! .. يبدو أن الألم لم يعد يساعد أحداً على النضوج ، ألم أقل لك من قبل إن اليأس يجعلك أكثر جشعاً ! .. في لحظة ، تقرّر رغماً عنك أن تعيش كالأموات ، الغريب أنّك بعدها تشعر بالسعادة ! .. و لكن احذر ، في لحظةٍ أخرى قد يغويك شئ ما .. عندها ستدب فيك الحياة من جديد ! .. يبدو أن البشر يموتون و يُبعَثون آلاف المرّات في هذا العالم دون أسبابٍ واضحة ! .. بالضبط كالموت الذي يأتي في سلام دون سبب واضح ! .. في لحظة ، تدرك أن الإله ينبغي عليه تغيير أساليبه ! .. و في لحظةٍ أخرى تكتشف أنّك كنت مخطئ ، و أن سيناريوهات الإله .. ليست مكلِّفة على الإطلاق !

هناك 6 تعليقات:

  1. الله.. الله... الله
    اقول ايه بس
    ايه الحرفنة والجمال ده
    برافو

    ردحذف
  2. عجبتني الحكمة والفلسفة اللي فيها
    بالتوفيق دايما

    ردحذف
  3. ابكتني جملة في احدى كتاباتك لأ اجيد فن السعادة ..
    رائعة بحق

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.