الثلاثاء، 14 مايو 2013

إعادة ..


عزيزي الغريب .. هل جرّبت مشاهدة الأفلام من مقعد المُتَفرّج ؟! .. أنت تعلم ، فالجميع لا ينتهون من مشاهدة فيلم إلّا و قد وضعوا أنفسهم مكان البطل ! .. لم أعد أجد ذلك أمر ممتع في الحقيقة ! .. بطل أي فيلم دوماً ما تحاصره المشكلات ! .. يعاني من الوحدة ، يعتصره الألم ، يتسوّل الضحكة ، يبحث عن ظلٍّ ضائع و ربّما لن يجده ، يتألّم جوعاً .. كافة أنواع الجوع .. جوع المعدة و جوع القلب و جوع العقل ! .. البطل في نظري ما هو إلّا مريض مزمن لا علاج له ، لذلك فهو مُجبَر على العيش بمساعدة المُسكِّنات !

ربّما صار من الأفضل أن تضع نفسك مكان أحد الكومبارس ! .. أن تكن وسط المجاميع دون أن تُسلَّط الكاميرا على وجهك ! .. أن تتخلّى عن الادّعاء و لو لمرّة ! .. أن تتوقّف عن التحدُّث و عن الإصغاء ! .. لا أحد يعلم ما يدور برأسك ، لا أحد سيشفق عليك ، و لا أحد سيسخر من وجعك ! .. لن تكن في حاجة إلى توقُّع أحاديث سخيفة ! .. لن تكن في حاجة إلى التفكير بحثاً عن مُبرّرات و ربّما دليل براءة يعفيك من المُساءلة أو اللوم ! .. فقط لأن السيناريو لن يتحكّم فيك حينئذ يا عزيزي .. لأكثر من دقيقة !

لا أخفي عليك أنني صرت أتعامل مع البشر هذه الأيام كطفلٍ يتحامل على عظامه الهشّة ليتعلّم المشي ! .. شئ أشبه بولادة جديدة ، إلّا أنها لا تعد حدثاً سعيداً هذه المرّة ! .. الغريب في الأمر أنني أتصرّف بالطرق نفسها مع البشر أنفسهم لأصطدم بعدها بنتائج مختلفة ! .. يأسي جعلني أكثر جشعاً ، لأنني ببساطة بتّ أطالب سرّاً بتعويض عن ذلك الألم الذي أودى بي إلى اليأس أصلاً ! .. توقّفت عن التحرُّك حتى أنني أبدو كجُثّة لفظها البحر ! .. توقّفت عن التحرُّك إلّا أنني لم أتوقّف عن التنفُّس بعد .. لأسباب غير واضحة !

هناك تعليقان (2):

  1. يأسي جعلني أكثر جشعاً ، لأنني ببساطة بتّ أطالب سرّاً بتعويض عن ذلك الألم الذي أودى بي إلى اليأس أصلاً ! .. توقّفت عن التحرُّك حتى أنني أبدو كجُثّة لفظها البحر ! .. توقّفت عن التحرُّك إلّا أنني لم أتوقّف عن التنفُّس بعد .. لأسباب غير واضحة !

    لأسباب غير واضحة :)

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.