وفاء ..
عايزة أقولّك إن ( محمد خان ) هو المخرج الوحيد اللي بصدّقه ، و لمّا شُفت فيلم ( في شقة مصر الجديدة ) جالي حالة ذهول ! .. زي ما بـ تفرحي إنّك قابلتي بني آدم شَبَهك زي ما هـ تفرحي أكتر لمّا تلاقي كتاب شَبَهك أو فيلم بطل من أبطالُه شَبَهك .. إنّك تتفرّجي على البني آدمين مُتعة ، و إنّك تتفرّجي على نفسك مُتعة تانية خالص ! .. الفرق إن أنا معنديش ( أبلة تهاني ) :D ! .. ( نوجا ) اللي في الفيلم أعرفها كويّس ، تشبهني ف حاجات و تشبه صُحابي القريّبين منّي أوي .. النوعيّة اللي زي ( نوجا ) رغم سذاجتهم و طيبتهم اللي بزيادة و اللي بتوقّعهم ف مشاكل لكنّي مش بحب أنصحهُم بـ حُكم المحبّة طبعاً .. هُمّا كده ، و أنا متأكدة إن فيه ناس حابّة تشوفهم كده حتى لو بـ يلوموهم على سذاجتهم دي .. ! .. طول ما فيه ناس زي ( نوجا ) اعرفي إن لسّه شويّة على نهاية العالم .. ^^
كُنت جِبت من المعرض بتاع السنة اللي فاتت كتاب لـ ( عبد الحميد جودة السحّار ) * اللي طلع اكتشاف بالنسبالي أصلاً * اسمه ( قصص من الكُتب المُقدّسة ) .. جِبتُه و ركّنتُه لحد ما ييجي عليه الدور ف القراية .. بس نسيتُه ، لحدّ ما كنت برتّب المكتبة و لقيتُه مستخبّي .. كُنت وقتها مش عايزة أقرأ حاجة أصلاً ، لكن شدّني فيه أوّل قصة اللي كانت بـ تتكلّم عن ( آدم و حوّا ) ! .. مابحبّش كلمة ( رومانسيّة ) لكن دي أصدق قصة حُب ممكن تقريها و تتعرّفي عليها ! .. ليه أصدق ؟! ، عشان هي ع الفطرة اللي اتوجدت ف كلّ خلق الله .. رغم إن حوّا كانت السبب * من غير قصد * ف إنّ آدم ياكُل م الشجرة ، ده لإنّها كانت عايزاه يشاركها كلّ جزء ف حياتها مش أكتر ، إلّا إنّه تعب و فضل يدوّر عليها عشان يلاقيها بعدما نزل ف أرض و هي ف أرض تانية خالص !
كان بيدوّر على الجُزء الناقص منّه ( الضلع المفقود يعني ) ! .. يتهيّألي يا وفاء إن لو كان فيه واحدة ست تانية ع الأرض غير حوّا كان آدم برضه صمّم على حوّا ، زي ما يتهيّألي برضه إن الكُتب بوّظت دماغي و مش هـ تخلّيني نافعة قرّيب أوي ، لكن أحب أأكّدلِك يا بنت الناس و تقدري تقولي يعني إنّه أنا كان عندي استعداد للبوظان ، بس مكُنتش لاقية اللي يوجّهني :D .. آدم بتاع دلوقتي ( السواد الأعظم كده ) سايب ( جهات أخرى ) هي اللي تدوّرلُه على حوّا بتاعتُه .. و من كُتر ما بقى ده ( السائد ) بقى ده ( الصحّ ) ! .. ده على أساس إنّه ماقابلش طول مشوار حياتًه كذا حوّا مثلاً ؟! .. لكن على رأيك ، الطريقة دي ممكن تجيب نتيجة مع ناس ، لكن ناس تانية لأ .. و على رأيك برضه ، آدم دلوقتي مابقاش متصالح مع نفسُه ، شايف الحُب حاجة و الجواز حاجة تانية ( عايز يتعالِج و يجيلنا يعني :D ) ..
و لإنّي مابقعش تقريباً غير ف اللي أكبر مني ، فـ أنا عرفت بنات كتير فيه سنين من عُمرهم ضاعت .. كنت خايفة يا وفاء تكلّميني إنتي كمان عن حاجة زي كده ، كنت خايفة لـ تطلعي منهم .. بس اللي كنت خايفة منّه حصل ! .. خايفة من حاجة زي دي ليه ؟! ، عشان ساعات صوت ف دماغي يقولّي : " إنذار .. إنذار .. خلّي بالك و غيّري من طريقة تفكيرك " ! .. بس ده مش تفكير ، ده إيمان بشئ ، أولاً : مش حرام ، و ثانياً : منطقي جدّاً أي يمكن حدوثه على أرض الواقع .. بس ساعات اللي حواليكي بيبقوا مستكترين عليكي حاجة زي كده ، أو يعني شايفين إن ده مستحيل بسبب عقولهم الضيّقة ..
تعرفي .. من ييجي 4 سنين ، أختي حكِتلي حدوتة صغيّرة ، الدكتور ف الجامعة حكاها ليهم ف أوّل محاضرة .. الحدوتة بتقول : " مرّة واحد عادي ، أبوه و أمّه عاديين ، ربّوه تربيّة عاديّة ، علّموه تعليم عادي ، جاب مجموع عادي ، دخل كليّة عادية ، جاب تقدير عادي ، اشتغل شُغلانة عاديّة ، اتجوّز جوازة عاديّة ، خلّف عيال عاديين ، مات موتة عاديّة .. تحب تبقى إنسان عادي ؟! " .. ده اللي كان إنذار بصحيح ! .. المشكلة ف النمط اللي بنورثه من أهالينا .. الحياة الكلاسيكيّة اللي قُلتي عليها ! .. مش معنى كده إنّك تشذّي عن القاعدة بهدف الشذوذ و خلاص ( خالف تُعرف يعني ) لأ خالص ! ، إنتي عارفة كويّس إنتي عايزة إيه و بتعملي إيه + إنّك مش بـ تطلُبي حاجة من بني آدمين ، إنتي بـ تطلُبي من ربّنا .. أينعم البشر مخلوقين لـ بعض ( يعني وسائل لـ بعض ) ، لكن الواحد منهُم مابقاش شايف ده خالص ! .. ف الغالب الغرور بـ يركبُه و بـ يفتكر إنّه لولا وجوده و لولا تدخُّله كان زمان الدنيا خربت !
و أنا صغيّرة * أيام ما كانت نسبة الهَبَل أعلى من كده ^^ * كان عندي هوس بـ فكرة ( المصباح السحري ) .. يا سلام لو ألاقي اللي أنا عايزاه من غير ماستنّى ! .. لكن اللي بيخلّي فيه فرق ما بين الدنيا دي و الدنيا التانية اللي كلُنا هـ نروحها إن شاء الله ، إن الأوّلانيّة دي فيها ( التعب .. اللي اتكلّمتي عنّه ) .. و لإن الإنسان بطبعه ( عَجول ) و عايز يعرف و يدوق حاجات كتير أوي ف الحياة فـ بياخُد الطريق الأسلم ، اللي اتعوّد عليه أبوه و أمّه و جدّه .. ف الأوّل حـ يتهيّأله إنّه مبسوط ، لكن بعد كده هـ يكتشف إنّه ناقصُه حاجة ، أو إنّه خلّص حياته بدري بدري فـ أصبح واخِد لقب ( الله يرحمه و يحسِن إليه ، كان طيّب و عايز يعيش ) و ده نوع من أنواع التعب ! .. النوع التاني بقى هو إنّ الواحد يدعي ربّنا و يسعى * و السعي ده ف حاجات * أو إنّه يدعي ربّنا و يستنّى * و الانتظار هنا يليق على حاجات تانية * .. بحب أكرّرها كتير : " فيه أشياء ف الحياة دي حلاوتها ف إنّها تجيلك لحد عندك ، تستنّيها ، تتبعتّلِك ف هديّة مباشرةً من السماء ، بتوضيبة إيد ربّنا .. مش بس بخصوص الحُب ، لأ ف حاجات تانية كتير تختلف من بني آدم للتاني لإنها تخُص قلبه و بس " ..
الواحد ساعات بـ يبقى حاسس بـ إرهاق ناتج عن سنوات عيشة طويلة .. زهقان من البني آدمين و طرقهم و تمثيلهم و فذلكتهُم و ادّعائهم إنهم راضيين و مرتاحين و سعداء باللي اختاروه .. و هُمّا ف الحقيقة ماختاروش حاجة ، دول حبّوا يريّحوا دماغهم و بس .. و يا ريتهم ارتاحوا كانوا ع الأقل بطّلوا ودودة ف ودانِك ! .. بالمناسبة ، الإنسان صاحب اليقين ده اوعي تفتكري إنه مابيتعبش ، ده تعبُه يمكن بيكون مضاعَف ! .. أوّلاً لإن فيه ناس بتزنّ عليه و بـ تشكّك ف قواه العقليّة ، و ثانياً لإنّه تحت رحمة الانتظار ! .. أيوة معظمنا بيصبر و هو عاصر على نفسه لمونة من الكبيرة أوي دي ، لمون أضاليا ! .. أنا رغيت كتير أوي .. إيه ده ؟! .. بس بحبّ أفكّرك إنّك إنتي اللي جِبتيه لـ نفسك :D ، قبل ما أمشي .. فيه أغنية لـ Andrea Bocelli بـ يقول فيها : " All Of Us Here Because We Believe " ، لكن بقى " Believe In What " ده اللي يقدر يميّزك عن مجموعة بحالها ..
لما بسأل نفسي ايه الشيء العدل (بكسر العين) فى فترة التمانينات الحقيرة مابلاقيش بعد عاطف الطيب غير محمد خان، وان كان الاخير يحسب على جيل السبعينات.
ردحذفالاتنين يا وفاء بيعاملوا المشاهد على إنه ( بني آدم ) مش لا مؤاخذة صفيحة زبالة حط فيها كل عقدك و اخلع ..
حذفنسيت اقولك طبعاً عارفة ان الانسان اللى عنده يقين مش بس بيتعب لاء ده بيتسحل!!
ردحذفالفكرة ان بيجيله اللى كان عايزه بعد كدة بس بعد كسرة الفرحة فى قلبه من اثر الاخفاق والانتظار الطويل.
بحاول استعب ده دينياً ان ربنا ليه حكمة فى وصول الاشياء لينا بعد اخفاق وبعد يأس قاتل، عشان ما اكفرش واقنط.
اعتراف سيء يا نهي، انا للاسف وربنا يسامحني، بيجتاحني القنوط مؤخراً بشكل كبير، بس بحافظ على التأدب مع ربنا، لكن اصبحت نوبات القنوط طويلة.
فعلاً يا نهي رغم سخرية الناس من نوجا الا ان وجود نوجا دلاله على عدم توحش العالم بشكل كلي ونهائي.
بس تعرفي بسأل نفسي: ليه كل اللى بيلهمونا وبيرفعوا معنويتنا بنتفنن فى هزيمتهم وسحلهم ليه؟
ليه كل الماديين القساه عايشين ومبرطعين فى الدنيا، واللى قلوبهم كأفئدة الطير زي ما ربنا وصفهم بيموتوا بدرى ويسبونا؟
تعرفين توصلت لتلك المعادلة سيظل هناك حب واحبة مختلفون، ولكن ثمن الحصول عليهم باهظ لاقصى حد، وكأن الحياة تقول لك take it or leave it
مش لوحدك يا وفاء اللي اليأس و القنوط بيسيطروا عليكي ، بس هي دي طبيعة البشر ( العَجَل ) .. يمكن أنا قُلتلك ( و عن تجربة ) لمّا القنوط سيطر عليّا ف فترة إيه اللي حصل بعد كده ؟! .. كل حاجة اختفت ! .. كل مسببات القنوط اختفت ، و مش عارفة إزاي و فين ؟! .. يمكن حسّيت معنى الجملة اللي قالها عمّك نجيب محفوظ : ( توقّع المعجزات عند اليأس ) .. :)
حذفأنا كنت فاكرة إن ( حكمة ربّنا ) دي شئ مستتر .. عمرنا ما هنعرفه لإن ماينفعش نعرفه ! .. لكني اكتشفت إن ربنا بيبيّن حكمته لينا بس بعد فترة ( و ف الدنيا مش بعد ما نموت ) .. يعني المسألة مسألة وقت ! .. اللي زي ( نوجا ) متمرمطين و بـ يتبصّ ليهم على إنّهم كائنات مريخيّة عجيبة ! .. اللي زي ( نوجا ) بـ يتعب و يعاني ، لكن ف النهاية اللي كانوا بـ يفكّروا فيه و بـ يتمنّوه بـ يتحقّق ف الآخر ، و ساعتها كلّ الناس اللي كانت بـ تشكّك ف قواهم العقليّة هـ يستغربوا و يقولوا : " الظاهر إنه كان عندها حقّ " ..
أينعم بـ يفضل مشكلة قلبهم اللي باظ تقريباً م اللي شافوه ، لكن القلب ده العضو الوحيد اللي بـ يبقى بإيد اللي خلقه ، ساعة ما يبقى ده الوقت المناسب لتحقيق الحلم هـ تلاقي القلب اتصلّح لوحده و فرح و قام من تاني ( و برضه ماتعرفيش إزاي ؟! ) .. شوفي ، مش هقدر أقول إن أنا أوّل واحدة بـ تطبّق الكلام ده ، لكنه كلام بحبّ أكرّره عشان يثبت ف قلبي قبل دماغي ..
قرار أو اعتراف .. أنا بحاول السنة دي أتعلّم فنّ التجاهُل مع الحياة على قد ماقدر ، مش عايزة يبقى مُخّي صُغيّر زي معظم الناس .. بحاول أفتكر نسبة الـ 1 % أمل ، أو الـ 1 % معجزة .. تعرفي ، أنا كنت بقول لأختي من كام يوم .. كلّ لمّا يقرّب منّك حاجات شبه اللي بـ تحلمي بيها ، اعرفي إن ( حِلمك أو اللي بـ تتمنّيه ) قرّب أوي .. آه ، تشبه شويّة نظريّة ( أهي ابتدت تندّع ) :D .. رغم إن ساعات الأشباه اللي بـ تيجي للواحد بـ تيجي تخبطه على نافوخه ف الآخر ، لكن زي ما قلتلك ، حكمة ربنا هـ عرفها بعدين مش ف ساعتها ..
كلّ لمّا يقرّب منّك حاجات شبه اللي بـ تحلمي بيها ، اعرفي إن ( حِلمك أو اللي بـ تتمنّيه ) قرّب أوي ..
ردحذفحلوة دى يا نهى
منا قلتلك يا وفاء إنتي اللي حلوة يا شيخة بقى ..
ردحذفالكلام مع الناس ( بس مش أي ناس ) بيطلّعك بحاجات برضه ماتعرفيش كانت تايهة عنك فين ؟! ^^
تديونة رائعة وعجبتني جدا بجد رغم غنها تدي على "بناتي " شوية D:
ردحذفبالتوفيق دايما
و فيها حاجات برضه تليق ع الاتنين .. منوّر يا ضيا والله .. :D
حذف