الأحد، 15 مارس 2015

مطر ..

عزيزي الغريب .. كل ما كنت أسخر منه ، أمُرّ به الآن ! .. أذكر أن إحداهن قد أخبرتني بأنها تكره الشتاء و المطر ! .. يشعرها بالضعف .. يشوّش رؤيتها .. يدفعها للجنون مع كل قطرة تسقط فوق رأسها ! .. ببساطة ، إنها ترى المطر يزيد الأمر سوءًا .. فلا أحد يستطيع إيقافه ! .. لم أكن أفهم ما كانت تخبرني به حينئذ ، لكنني بتّ أدركه الآن ! .. المطر يرغم القطط على الاختباء يا عزيزي .. فلا أعود أتمكَّن من رؤيتها و الأُنْس بوجودها ! .. أنا أيضًا لا أستطيع تحمُّل تلك الوخزات فوق رأسي و على جبيني ! .. أشعر حينها برغبةٍ في الشجار .. أشعر بالعَجْز ، و لا يسعني سوى أن أغمض عيني ، و أرجو السماء أن تربت فوق رؤوسنا يومًا ما !

هل تعلم .. أصبحت أمارس الضحك و البكاء بكل صورهما في أحلامي فقط ! .. هيستيريا تتمكَّن مِنّي فتجعلني أضحك حتى تؤلمني رأسي ، أو أبكي إلى أن يتوقَّف قلبي .. بينما أصدِّق أن كل ذلك حقيقيًّا ! .. يبدو أن ممارسة تلك الأشياء بالفعل صارت عسيرة إلى هذا الحد ! .. كل ما نرغب فيه ، و صِرْنا نخجل من فعله نحتفظ به أسفل وسائدنا ! .. و ما إن نستيقظ حتى نعود إلى حالة الجمود مُجدَّدًا ! .. ربّما نخشى مواجهة الخسارة في الحقيقة .. أو ربّما لا نصير بشرًا إلّا عندما نخلد إلى النوم !

حسنًا .. عليّ إذن أن أخبرك عنها قبل إنها رسالتي .. " هي " لم تكن تفهم ، ماذا يحدث له بالضبط ؟! .. المهم أنها تراه في مكانه المُعتاد كل يوم ! .. بعد رحيله ، أخذت تبكي أسبوعًا كاملًا دون توقُّف ، لا لشئ إلّا لأنها اعتقدت أن البكاء سوف يعيده إليها بطريقةٍ ما ! .. عندما توقَّفت عن البكاء يا عزيزي ، لم تعد " هي " .. حتى أن من حولها تمنّوا لو عادت لتبكي مُجدَّدًا ! .. إن حاولت زيارتها فلن تجدها ، بالرغم من أنها لا تخرج أبدًا ! .. تجيد الاختباء جيّدًا عن أعين الجميع .. حتى أن بعضهم قد يدخل حجرتها و لا يراها ، بالرغم من جلوسها فوق كُرسيها تتنفَّس ! .. النوافذ من حولها مُغَلَّقة و " هي " لا تتمكَّن من تحطيمها ، لذلك .. فلا يسعها سوى الجلوس بجوار إحداها في انتظار أي فرصة للهروب .. و البحث عنه !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.