الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

شفْرة ..

عزيزي الغريب .. كل من حولي يدفعونني إلى كتابة الرسائل إليك ! .. هل تعلم أن هذه المرّة الأولى التي أمسك فيها قلمًا منذ آخر رسالة ؟! .. أحسّ أن أناملي مُتجمِّدة .. أجاهد كي أجعلها تتحرَّك .. كي أجعلها تتنفَّس ! .. حتى الآن لا يمنحني البشر سوى خطابات أرسلها إليك دون أن أحاول فَكّ شفْرتها ! .. لا أعلم متى يمكنني استقبال أشياء أخرى منهم عدا الأوراق ؟! .. و لا أعلم متى يمكنهم الوثوق بي كي يمنحوني أكثر من ذلك ؟! ، و لكن .. إلى أن تأتي تلك اللحظة ، فسأحفظ الأوراق و الأقلام بعيدًا عن أعينهم .. بعيدًا حتى عن عينيّ !

أخبرني .. متى كانت آخر مرّة رأيت فيها صورةً تتنفَّس ؟ .. حسنًا .. فبالأمس و أنا أشاهد صورة أحدهم وجدت عينيه تتحرّكان ! .. كانت لحظة ، و بالرغم من ذلك فقد كانت قويّةً و واضحة ! .. تُرى هل صورنا تتحرَّك أيضًا في أعين بعضهم ؟! .. لا يهم كيف يحدث ذلك ؟ ، و لكن .. لِمَ قد يحدث أصلًا ؟! .. يبدو أننا نرغب في البوح بأشياء ،  لكننا لا نفعل ! .. ربّما نحتاج إلى غرباء كي نمتلك القوّة لفعل ذلك ! .. قد نصطدم بهم أحيانًا ، و قد يصطدمون بصورنا أيضًا .. في كل الأحوال سيتحرَّك ما كُنّا نحاول خَمْده طوال ذلك الوقت !

إذن .. هل تستطيع إخباري .. لِمَ أفضِّل الخطر إلى هذا الحد ؟! .. ما زالت المياه الزرقاء تجذبني حتى بعد أن التهمتني الصحراء لبعض الوقت ، و توقَّف عقلي تمامًا عن العمل ، فلَم أعد أتذكَّر شيئًا أو أفكَّر في شئ ! .. لا أنكر أنني أحسست هناك بأمانٍ غريب ، و المدهش .. أني لم أكن أشعر بأنني وحدي ! .. ثَمَّة شئ كان يرافقني بالفعل ، لكنني لم أكن أستطيع رؤيته ! .. بالرغم من ذلك .. فكُلّما كنت أتوغَّل في تلك الأرض ، أحن أكثر إلى صفعات الموج التي لا تنتهي .. إلى تلك المياه التي تشعل رأسي ، و تفقدني التمييز .. فلَم أعد أعلم فيمَ كنت أفكِّر ؟! .. ربّما أحتاج يا عزيزي إلى طعم المِلْح في فمي .. إلى مياه قد تخبرني يومًا بما يتوجَّب عليّ فعله !

هناك تعليقان (2):

  1. اتاخرتى علينا المره دى :D
    من زمان مستنية الى بتكتبيه
    يستحق الانتظار عامه ♡
    متتاخريش تانى يقا :))

    ردحذف
    الردود
    1. هـحاول يا شذى متأخّرش .. أنا نفسي مش عاجبني إني أتأخّر .. :)

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.