ضوء ..

عزيزي الغريب .. لا جديد .. أرغب في الحديث و لا أعلم فيمَ أو كيف أبدأ ؟! .. لا جديد .. شاهدت الوجه الكريه للقطط ، يبدو أنني بدأت أكرهها ! .. لا جديد .. إمّا أنني أفشل في الاحتفاظ بأقلامي أو هي التي تفضلّ الهروب منّي ! .. لا جديد .. جرّب أن تصافح أحدهم ، و إن اصطدمت بجلده الخشن فحاول البحث معه عن قبره ! .. لا جديد .. أرتاح أكثر إلى الأشياء الرديئة ، بل أسكن إليها ! .. لا جديد .. الحياة أروع داخل السيّارة ! .. لا جديد .. لازال الخوف رفيقي حتى و إن اختفت الأشياء المُخيفة ! .. لا جديد .. مازلت أملك عدم القُدرة على مُسامحة الغُرباء !

هل تراني أخدعهُم بالفعل ، أم أنني فقط أردت الاحتفاظ بحرّيّتي ؟! .. حسناً ، أدرك الآن لِم يكره البعض النهايات .. حتى و إن كانت سعيدة ! .. إن هذا يعني بالنسبة لهم زوال المُتعة ، و رحيل اللعبة التي كانت تبقيهُم أحياء .. بل أكثر قُدرة على تذوُّق ما في الحياة ! .. كأن البعض يمارس معك الغباء قهراً ! .. و لكن ، أتعلم .. كل هذا لا يهم ! .. فمنذ أيام مُنِحت بلّورة ضخمة .. حجرها كان مضيئاً ، أشعر أنني رأيته من قبل و إن اختلف بعض الشيء هذه المرّة ! .. يبدو أن السماء عادت لتهتم بي مُجدّداً ، كل ما أرجوه فقط هو .. ألّا أخطئ في التفسير !

صحيح يا عزيزي .. كراهيتي للقطط مؤخّراً لا تعني النفور منها ! .. ربّما يصير أمراً عاديّاً أن ترافق عفاريتك و تستمتع بصحبتهم ! .. و لكن .. ثمّة قطة أشعر نحوها بانتماء غريب ! .. ما بين لحظة و أخرى قد تصيبني غيرة - لا أعلم مصدرها - إن رأيتها تحتضن وليدها ! .. أشعر أنها تملك أمومةً مختلفة عن كل كائنات العالم .. حتى البشر أنفسهم ! .. أعلم أنني أخرّف و لكن ، ماذا عن رغبتي في تجربة النوم بجوارها .. هه ؟ .. أن أدعها تتشمّمني و تلعق وجهي .. ربّما تنجح في هذه المهمة ! .. ربّما تقدر على امتصاص ما في رأسي ! .. ربّما تفهمني بسهولة دون أن تشفق عليّ .. دون أن تخاف منّي .. دون أن تستعد للهروب !