الأحد، 10 نوفمبر 2013

أصوات ..

عزيزي الغريب .. ربّما هي خدعة أخرى لا ننتبه إليها ! .. نتوقّف عن الكلام ظنّاً منّا أننا استهلكناه عن آخره ! .. نكدّس الأوراق و لا نعود لكتابة الخطابات و الرسائل ! .. هل عليّ إخبارك أن الحديث ليس أمراً مهمّاً .. ليس الغاية كمان نعتقد ! .. إنّه فقط مجرّد وسيلة للوصول إلى أحدهم ! .. الوصول و لا شئ غيره ! .. الوصول و لا شئ بعده ! .. و ما إن تصل حتى تتجاهل حواسك كُلّ هذه الأفواه ، لتنصت إلى أصوات أخرى تستطيع تفسيرها بسهولة ! .. و بعد .. تستمر في استخدام الوسيلة نفسها ، للغاية نفسها .. دون أن تيأس !

بعكس ما يظنّه الجميع يا عزيزي .. فإن اليأس أمر مُريح ! .. فحينئذ لن يعنيك أي شئ حتى نفسك ! .. سرعان ما سيختفي شعورك بالمسؤولية تجاه كل شئ ! .. سرعان ما سيختفي كل شئ أصلاً ! .. و لكن .. ماذا عن ذلك اللون الرمادي الذي سيصطبغ به قلبك ؟! .. قلبك الذي لم يعد قادر على التصديق ! .. قلبك الذي صار يخطئ في التفسير ! .. قلبك الذي ربّما توقّف عن النبض بطريقة ما ! .. علام ستضع رأسك في الليل إذن ؟!

على ذِكر الليل ، و النوم ، و الأحلام .. لِم تكون أحلامنا دائماً أكثر وضوحاً مما نعيشه ؟! .. لِم هي وقحة إلى هذا الحدّ ؟! .. لِم عليها تذكيرنا بما نريده و بما فقدناه ؟! .. لِم عليها تخويفنا مما نمكله أصلاً ؟! .. بالأمس .. كانت القطط تحدّثني بأصوات هامسة ، محشرجة ! .. كان عليّ حراستها بعدما خلا البيت إلّا منّي و منها ! .. بالرغم من ذلك ، لكنني لم أفزع من سماع أحاديثها ، و إنّما كان فزعي كُلّه من سماع تلك الأصوات البشريّة ! .. أصوات كانت تصرخ بجنون ! .. الغريب يا عزيزي .. أنّها كانت تأتي من أكثر الأماكن دفئاً في البيت .. أو هكذا كنت أظن !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.