السبت، 27 يوليو 2013

إفلاس ..

عزيزي الغريب .. هذه المرّة الكأس فارغة تماماً ، إلّا أنني رغم ذلك أرغب في الحديث ! .. قد لا يكون هناك شئ يستحق الذِكر فعلاً و لكن .. هل عليّ التحدُّث مثلاً عن ذُعري من وجود الهاتف حتى و إن كان ميتاً ؟! .. أم إخبارك بامتناني للنوافذ .. بل و عشقي لها أيضاً ؟! .. حسناً .. الجديد هذه الأيام هو قراءتي المُستمرّة لقصص الرُعب ، حيث أستطيع بعدها النوم بعُمق .. كأنه كان يجب عليّ من البداية أن أعيش الكوابيس أثناء استيقاظي !

حاسّة التذوُّق لديّ مُصابة بشئٍ ما .. رُبّما صارت تعاني من الحساسيّة المُفرِطة حيث المبالغة في تفسير كل شئ ! .. هل تعلم .. إنني لا أملك ما يكفي كي أجوب أجمل الأماكن على هذا الكوكب ! .. لا أملك ما يكفي من مال ! .. لا أملك ما يكفي من اشتهاء ! .. لا أملك ما يكفي من شغف ! .. ليس زُهداً يا عزيزي ، و إنّما هو الإفلاس ! .. كأنه ينبغي على المُفلسين في هذه الأرض صناعة الجمال بأنفسهم ، و ليس مُجرّد الذهاب إليه أو حتى انتظاره !

قبل أن أذهب ، أود إخبارك بآخر لوحة شاهدتها في أحلامي .. القنافذ خلعت الرداء الذي يميّزها و صارت بلا أشواك ! .. الحيتان تطير دون أجنحة كأنها تسبح في السماء ! .. الأفاعي لم تعد تزحف و إنّما تنطلق كالرصاصة فتغرس أنيابها في أعناق ضحاياها ! .. الهياكل العظميّة للطيور تُحلّق فتنكشف حقيقتها كديناصورات صغيرة ! .. أمّا البشر فقد أصابتهم العدوى ، و صارت وجوههم تحمل ابتسامات فسيولوجيّة .. بالضبط كالتي تراها في وجوه أفراس النهر !

هناك تعليقان (2):

  1. انا مثلك تمامًا في قمة إفلاسي

    ردحذف
    الردود
    1. ... على أمل إن مفيش حد بـ يفضل مفلّس طول الوقت يا وفاء .. ! :)

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.