عزيزي الغريب .. ما رأيك إن حدّثتك عن أحلامي ؟ .. حسناً ، إليك اللوحة الأولى .. الأفاعي لاتزال مختبئة داخل ثيابي ! .. لا أحاول التخلُّص منها بسكّين و إنّما أمسك بإحداها كأنني أمسك برقبة أحدهم ! .. تصرخ فأرى فمها القُطني و أسمع فحيحها المُحتضر في أذني ! .. أنتظر موتها لكنها تختفي ! .. أدور حول نفسي و أبحث عنها ، بينما يشاهدني الجميع و لا أحد يهتم ! .. لا أبالغ حين أقول لك إنني لازلت أبحث عنها حتى هذه اللحظة !
اللوحة الثانية .. عجوز وحيدة ، ابتسامتها لم تفارقها رغم كل شئ ! .. كل ما فعلته أنني فتحت بوّابة متجرها لتغرقني بدعواتها التي لم تنقطع من ذاكرتي بعد ! .. رُبّما أحتاج لها ، رُبّما اشتقت إليها ، رُبّما أحببتها حقّاً ! .. إنه ذلك الحب الافتراضي لشئ لا تعرف تفاصيله ! .. رُبّما لأنّك على يقين بأن هذا الشئ هو من يعرف تفاصيلك ، لذلك أحببته دون تفكير و دون شروط !
اللوحة الثالثة .. فرس النهر الصغير يحاول التثاؤب لينفّض هذا النُعاس من جسده .. لكنه لا يفعل ! .. تحاول أُمّه حمايته و إبعاد أحد الذكور الأغبياء عن محيطها و صغيرها ! .. تتشابك الأفواه و الأنياب و تتزايد الجروح المرئيّة منها و غير المرئيّة ! .. للحظة يدرك الصغير أنّه لم يُخلق ليكون مثلهم .. " فرس نهر " ، فيندفع بين أقدامهم غير مبال لما سيحدث .. بينما يعلو الخوار !
أخبرني يا عزيزي .. هل ابتلعك الحوت من قبل ؟ .. كان يونس أوّل من تعرّض لذلك .. لكنه لم يكن الأخير ! .. إذن ، هل تعلم كم مكث يونس هناك ؟ .. حسناً ، دعني أخبرك عن الأجواء داخل بطن الحوت .. ليس الأمر أشبه بدفنك حيّاً .. أنت فقط أعمى ! .. تنتقل من مكان إلى آخر ، تسير و يسير العالم من حولك ، تشرق الشمس و تغيب ، يتكوّن القمر و يختفي على مدار أيام ، تتوالى فصول السنة .. أنت فقط بلا نافذة .. أنت فقط أعمى !
رُبّما يجب عليك أن تستعد و تحتفظ بكل صور السماء حتى لا تنساها ! .. لكن تذكّر أنه سيأتي ذلك اليوم الذي تلفظك فيه تلك القاطرة .. و إلى أن يأتي .. أرجوك ، لا تتوقّف عن الحديث ، عن الكلام أو حتى عن الصراخ ! .. أمّا عند خروجك و انتقالك من الأسر إلى الحُريّة فلا تستغرب حالك و أنت تمشي ! .. في البداية ستشعر أن الأرض ليست على ما يُرام ، و أنك تسير فوق موجات مُتعرّجة غير ثابتة ، بيد أن ذلك الشعور سيزول بسرعة ! .. فقط حاول ألّا تهجر حالك أو تلك المساحة بينك و بين خالقك لو حتى باللوم و التأنيب ! .. هل تعلم يا عزيزي كيف هي رائحة الأشياء المهجورة في هذا العالم ؟ .. إنها رائحة الصدأ !
اللوحة الثانية .. عجوز وحيدة ، ابتسامتها لم تفارقها رغم كل شئ ! .. كل ما فعلته أنني فتحت بوّابة متجرها لتغرقني بدعواتها التي لم تنقطع من ذاكرتي بعد ! .. رُبّما أحتاج لها ، رُبّما اشتقت إليها ، رُبّما أحببتها حقّاً ! .. إنه ذلك الحب الافتراضي لشئ لا تعرف تفاصيله ! .. رُبّما لأنّك على يقين بأن هذا الشئ هو من يعرف تفاصيلك ، لذلك أحببته دون تفكير و دون شروط !
اللوحة الثالثة .. فرس النهر الصغير يحاول التثاؤب لينفّض هذا النُعاس من جسده .. لكنه لا يفعل ! .. تحاول أُمّه حمايته و إبعاد أحد الذكور الأغبياء عن محيطها و صغيرها ! .. تتشابك الأفواه و الأنياب و تتزايد الجروح المرئيّة منها و غير المرئيّة ! .. للحظة يدرك الصغير أنّه لم يُخلق ليكون مثلهم .. " فرس نهر " ، فيندفع بين أقدامهم غير مبال لما سيحدث .. بينما يعلو الخوار !
أخبرني يا عزيزي .. هل ابتلعك الحوت من قبل ؟ .. كان يونس أوّل من تعرّض لذلك .. لكنه لم يكن الأخير ! .. إذن ، هل تعلم كم مكث يونس هناك ؟ .. حسناً ، دعني أخبرك عن الأجواء داخل بطن الحوت .. ليس الأمر أشبه بدفنك حيّاً .. أنت فقط أعمى ! .. تنتقل من مكان إلى آخر ، تسير و يسير العالم من حولك ، تشرق الشمس و تغيب ، يتكوّن القمر و يختفي على مدار أيام ، تتوالى فصول السنة .. أنت فقط بلا نافذة .. أنت فقط أعمى !
رُبّما يجب عليك أن تستعد و تحتفظ بكل صور السماء حتى لا تنساها ! .. لكن تذكّر أنه سيأتي ذلك اليوم الذي تلفظك فيه تلك القاطرة .. و إلى أن يأتي .. أرجوك ، لا تتوقّف عن الحديث ، عن الكلام أو حتى عن الصراخ ! .. أمّا عند خروجك و انتقالك من الأسر إلى الحُريّة فلا تستغرب حالك و أنت تمشي ! .. في البداية ستشعر أن الأرض ليست على ما يُرام ، و أنك تسير فوق موجات مُتعرّجة غير ثابتة ، بيد أن ذلك الشعور سيزول بسرعة ! .. فقط حاول ألّا تهجر حالك أو تلك المساحة بينك و بين خالقك لو حتى باللوم و التأنيب ! .. هل تعلم يا عزيزي كيف هي رائحة الأشياء المهجورة في هذا العالم ؟ .. إنها رائحة الصدأ !
هل تعلم يا عزيزي كيف هي رائحة الأشياء المهجورة في هذا العالم ؟ .. إنها رائحة الصدأ !
ردحذفنعم رائحة الصدأ
جميل يا نهى
تسلميلي يا وفاء .. :)
حذفروعة بجد و الله العظيم
ردحذفشكراً بجد و الله العظيم .. :)
حذف