الثلاثاء، 9 أبريل 2013

حالة وعي ..


عزيزي الغريب .. لقد سئمت حالة الوعي التي أعيشها ! .. لم أعد أريد ذلك بعد الآن ! .. لم أعد أرغب في معرفة ماذا أكتب ؟ .. أي كتاب أقرأ ؟ .. مع من أتحدّث ؟ .. أين أنا ؟ .. و إلى أين أودّ الذهاب ؟ .. ما أعيشه شئ أقوى من التفكير و الإدراك ! .. شئ صار في كماله قسوة ! .. إنني بتّ أجهل ما إذا كنت أنتمي بالفعل إلى هذا العالم أم لا ؟! .. و لكن ، ربما لم يعد هذا العالم هو مكاني .. و لن تكون الجنّة و لن يكون الجحيم ! .. ببساطة إنني أبحث عن المكان الذي أستحقّه !

هل أخبرتك من قبل أنني أكره الكلاب ؟! .. أراها مخلوقات مفترسة بالأصل و لا يمكن الاحتفاظ بها ، و ذلك بالرغم من الحكايات التي أسمع فيها عن إخلاصهم لأصحابهم ! .. و لكي تتجنّب يا عزيزي هجوم الكلاب عليك أن تلوّح لهم بشئ ما - و لتكن عصا صغيرة - و في غضون لحظات سيفهمون الرسالة و ستصير صديقهم .. و ستبدأ اللعبة ! .. يذكّرني ذلك بجُملة صادفتها و أنا أشاهد فيلماً : " إن هؤلاء الذين نعتقد أنهم يتّسمون بالعدوانيّة و الشرّ ليسوا كذلك بالفعل ، و إنما هم في الحقيقة يعانون من الوحدة و يفتقرون إلى السلوكيّات الاجتماعيّة " ! .. لا أنكر أن البعض يرونني مثل الكلاب - سأنقضّ عليهم في أي لحظة - و لكن مع فارق أنهم يعلمون جيّداً أنني غير قادرةً على إلحاق الأذى بهم أو فعل أي شئ .. كما أنهم يقرّرون الذهاب من دون أن يجرّبوا حتى و يلوّحوا لي بشئ قد يثير اهتمامي !

كما تعلم .. إنني أفضّل الحديث عن تلك المخلوقات الأولى .. الحيوانات ! .. و لقد اكتشفت أنني أعشق الجِمال ، بل ربما صار حُبّي لها أكبر من حُبّي للقطط ! .. فأنا - و على مدار أسبوع - أصادف في الطريق جملاً يدور في مكانه ، كما لو أنه يريد اكتشاف تلك المدينة المزعجة الضيّقة ! .. يودّ الهروب لكن الحبل في عنقه و الحجر الضخم على الأرض يمنعانه ! .. و إن كان الهُدهُد يذكّرني بسُليمان ، فالجمل بالطبع يذكّرني بأيّوب ! .. ذلك المخلوق لا يشكو ، و كلّما نظرت إلى وجهه أجده يبتسم ! .. ليست ابتسامة بله ، و إنّما ابتسامة معرفة ! .. هل تعلم .. كنت قد شاهدت جملاً من قبل و لكن هذه المرّة أثناء نومي ! .. كان يبدو تحت ضوء القمر مخلوقاً مجنوناً ! .. كان أشعث ، يتلّوى ألماً ، لا يتوقّف عن الصراخ .. بينما يتدلّى عنقه و يتحرّك كبندول ساعة ! .. صورة مخيفة لم تتآكل .. أظن أنها ستبقى في ذهني فترة أطول ! .. حسناً ، يمكنني الآن أن أخبرك لِم يفضّل البعض معاشرة الحيوانات عن البشر ؟ .. ليس لأن المسؤوليّة ستكون هيّنة ، و لكن لأن الحيوانات تشعر بالرضا و الامتنان بسهولة !

هناك تعليقان (2):

  1. في البداية اعجبتني البداية ( عزيزي الغريب .. لقد سئمت حالة الوعي التي أعيشها ! .. لم أعد أريد ذلك بعد الآن ! .. لم أعد أرغب في معرفة ماذا أكتب ؟ .. أي كتاب أقرأ ؟ .. مع من أتحدّث ؟ .. أين أنا ؟ .. و إلى أين أودّ الذهاب ؟ ) وبالفعل حالة الوعي الكامل والتام دائما ليست بالشيء الممتع أو اللذيذ . شيء أقرب ان يكون ملل . ولماذا وجب علينا دائما ان نكون بذاك الوعي دائما . نفكر ماذا سنكتب . ماذا سنقرأ . مع من نتحدث . وعن ماذا نتحدث .
    والا لما وجد الخيال . موجود هو فقطلكي نذهب اليه احيانا نهرب من واقعنا ومن وعينا الذي ارهقنا منه طيلة كل تلك الايام .

    اقتباس ( و لكي تتجنّب يا عزيزي هجوم الكلاب عليك أن تلوّح لهم بشئ ما - و لتكن عصا صغيرة - و في غضون لحظات سيفهمون الرسالة و ستصير صديقهم ) جديدة بالنسبة لي . أعجبتني . واعجبني المعنى العميق الدفين بين تلك الحروف .

    ايضا لا انسى مدى جمال روحك عندما تلامسين بقلبك تلك المخلوقات . القطط كانت او الجمل . وهذا هو الجديد .
    دائما وكثيرا ما تحدثنا عن جمال القطط . ولكنك اليوم أتيتي بالجمل الصبر وذكرتينا بأيوب . ولم تنسي الهدهد وسيدنا سليمان . جميل منك تلميحاتك وتشبيهاتك .

    في النهاية وليست اكيد نهاية . كلماتك جميعها رائعة .
    تشكراتي . دعواتي . كامل احترامي وتقديري . تحياتي .

    ردحذف
    الردود
    1. أنا اللي سعيدة باهتمامك و إنها عجبتك أوي كده .. بالتوفيق يا رب .. :)

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.