رغم أنه لم يعد على هذه الأرض إلا أنه يجد مكانه بينهم بالرغم من تزاحمهم الشديد .. ينظر إليهم كأنه يراهم للمرة الأولى .. إنهم مختلفون ! .. أين ذهبت قسماتهم الصابرة ؟! .. كلما أعاد النظر فيهم يرى شيئاً مختلفاً .. كأنهم ينظرون للاشيء .. تتطلع أعينهم لشيء غير مادي أو أنه غير متجسد أمامهم ! .. يردد معهم هتافاتهم التي تهتز لها الأرض و الأجساد .. هو أيضاً يشعر بتلك الانتفاضة رغم أنه ودع جسده منذ أيام .. ينصت لأصواتهم غير المسموعة .. لأحاديثهم الداخلية .. يتسائلون ماذا بعد الخوف ؟ ، فيجمعون على إجابة واحدة .. إنه الموت ! .. و لكن حتى هذا الموت لن يأتي بسلام .. و لإنه سيكون كذلك فما جدوى الصمت أو الخوف إذن ؟
يتذكر لحظة اليأس التي أحكمت السيطرة عليه آنذاك .. كان كغيره يتمنى الموت بكل خلية حية تنبض فيه ، لكنه لم يحاول السعي إليه بوضوح و جرأة .. ليس لجبنه و إنما لوجود أمل – ولو ضئيل – في حياته .. و لكي تكتمل قسوة تلك الحياة كان لابد من إزالة ذلك الأمل لتصبح الصورة مشوهة .. مشوهة بكمال فريد لا يعيبه شيء .. لم يفضل الموت بعيداً .. قرر أن تلتهم النيران جسده الصلب أمامهم .. كان يعلم أنهم لا يشعرون .. و لن يشعروا ، لكنه فضل أن تلازمهم صورة جسده المحترق لفترة لا يعلم مداها .. كان يرغب أن تطاردهم صرخات ألمه في أحلامهم فيضيف إليهم كابوس جديد ..
كان الغريب بالنسبة إليه هو اعتقاده بأنه كلما ازداد الإنسان ألماً كلما اقتربت خطواته من الموت و لكنه لم يشعر بذلك كله .. ألم هذه النيران الذي عاشه لدقائق كان أقل بكثير من آلام الحياة التي كان يعيشها بينهم .. تلك الأيام القليلة التي قضاها بالقرب من الموت علمته كيف تكون الحرية .. يتذكر كيف كان يردد بينه و بين نفسه .. مرحباً بالموت ، مرحباً بالحرية ! .. لم يرغب أن يصبح بطلاً فطموحه كان بحدود .. حتى طموحه .. ظل يقيده بأسوار حتى أصبح سجن يخنقه إلى أن قتله بيديه ! .. كان يتسائل وقتها .. أما من قانون يجرم تهمة قتل الطموح ؟! .. أم أن القتل يقترن دوماً بالطعن و الضرب و الدماء ! .. لم يستطع الاستمرار أكثر في هذه الحياة من دون طموحه .. فقرر أن يلحق به ..
يعاود السير بينهم و النظر إلى وجوههم الغاضبة .. يحدثهم لكنهم لا يسمعون .. أنتم أيضاً مثلي .. بلا طموح ، على الأقل منذ أيام ! .. و لكني لست قاتل و لم يكن ذلك طموحاً ! .. هم من أجبروني على ذلك .. إنه القتل الماكر .. القتل غير المباشر .. لقد هيئوا لي ظروف القتل و لم يتبق سوى دوري .. ثم أن ما كنت أتطلع إليه لم يكن طموحاً .. لقد كان حق و كيف لي أن أحيا من دون حق ! .. على الرغم من أني ملك ربي إلا أنه خيرني إما أن أودع هذا العالم أو أن أبقى هنا حتى تقوم الساعة .. و لقد اخترت .. سأبقى على هذه الأرض حتى أعيش ما لم أعشه بجسدي .. حتى أتذوق طعم العدل في هذه الدنيا و أنا لازلت فيها فلن يكفيني الانتظار إلى العالم الآخر ..
يتذكر لحظة اليأس التي أحكمت السيطرة عليه آنذاك .. كان كغيره يتمنى الموت بكل خلية حية تنبض فيه ، لكنه لم يحاول السعي إليه بوضوح و جرأة .. ليس لجبنه و إنما لوجود أمل – ولو ضئيل – في حياته .. و لكي تكتمل قسوة تلك الحياة كان لابد من إزالة ذلك الأمل لتصبح الصورة مشوهة .. مشوهة بكمال فريد لا يعيبه شيء .. لم يفضل الموت بعيداً .. قرر أن تلتهم النيران جسده الصلب أمامهم .. كان يعلم أنهم لا يشعرون .. و لن يشعروا ، لكنه فضل أن تلازمهم صورة جسده المحترق لفترة لا يعلم مداها .. كان يرغب أن تطاردهم صرخات ألمه في أحلامهم فيضيف إليهم كابوس جديد ..
كان الغريب بالنسبة إليه هو اعتقاده بأنه كلما ازداد الإنسان ألماً كلما اقتربت خطواته من الموت و لكنه لم يشعر بذلك كله .. ألم هذه النيران الذي عاشه لدقائق كان أقل بكثير من آلام الحياة التي كان يعيشها بينهم .. تلك الأيام القليلة التي قضاها بالقرب من الموت علمته كيف تكون الحرية .. يتذكر كيف كان يردد بينه و بين نفسه .. مرحباً بالموت ، مرحباً بالحرية ! .. لم يرغب أن يصبح بطلاً فطموحه كان بحدود .. حتى طموحه .. ظل يقيده بأسوار حتى أصبح سجن يخنقه إلى أن قتله بيديه ! .. كان يتسائل وقتها .. أما من قانون يجرم تهمة قتل الطموح ؟! .. أم أن القتل يقترن دوماً بالطعن و الضرب و الدماء ! .. لم يستطع الاستمرار أكثر في هذه الحياة من دون طموحه .. فقرر أن يلحق به ..
يعاود السير بينهم و النظر إلى وجوههم الغاضبة .. يحدثهم لكنهم لا يسمعون .. أنتم أيضاً مثلي .. بلا طموح ، على الأقل منذ أيام ! .. و لكني لست قاتل و لم يكن ذلك طموحاً ! .. هم من أجبروني على ذلك .. إنه القتل الماكر .. القتل غير المباشر .. لقد هيئوا لي ظروف القتل و لم يتبق سوى دوري .. ثم أن ما كنت أتطلع إليه لم يكن طموحاً .. لقد كان حق و كيف لي أن أحيا من دون حق ! .. على الرغم من أني ملك ربي إلا أنه خيرني إما أن أودع هذا العالم أو أن أبقى هنا حتى تقوم الساعة .. و لقد اخترت .. سأبقى على هذه الأرض حتى أعيش ما لم أعشه بجسدي .. حتى أتذوق طعم العدل في هذه الدنيا و أنا لازلت فيها فلن يكفيني الانتظار إلى العالم الآخر ..
من مجموعة .. " ما بين السطور حواديت "
للتفاصيل و كدة يعني إكليك هنـــــا ..
مدونة رائعة وأكثر من ذلك ومواضيع راقية سلمت أناملك.....ليث
ردحذفرائعة جداً .. بالتوفيق دائماً
ردحذف