عزيزي الغريب.. لا شيء يحدث بعد منتصف الليل.. لا شيء يُذكَر.. ربما فقط هذه القطط التي تفضّل بدء حفلتها ما إن تصبح الشوارع خالية وهادئةً تمامًا.. صراخها بشري بعض الشيء، وأنا صرت أحب سماعه كل ليلة.. لم يعد الأمر مزعجًا أو مخيفًا.. ربما سأشاركهم الصراخ يومًا ما، ولكن.. لا أذكر أنني صرخت يومًا، فالأسماك تجذبني.. منذ أيام، كنت بالقرب من بحيرةٍ ما، ولم أنتبه لوجود الأسماك إلّا بعد فترة.. القطط تراقب الأسماك في جنون، تتمنّى لو حصلت على واحدة، بينما أنا أفضّل مراقبتها!.. إنها تمتص دماغي بنعومة.. تقترب من السطح لتتأكّد أن كل شيء يسير كما تريد، ثم تستمر في طريقها كأنها لم تفعل شيئًا..