عزيزي الغريب.. لم أكن أعلم أن كوبًا من الحليب الدافئ يمكنه إيقاف كل شئ يدور بداخلك، وحتى كل شئ يدور في العالم من حولك.. حقًا لم أعلم أن الأمر قد يكون سهلًا هكذا.. ظننت أنني ودّعت رسائلك إلى الأبد، لكن الحياة ما زالت تفاجئني، ويبدو أنني ما زلت بحاجةٍ إليك، وإلى الحديث معك.. حتى إن كان ذلك سيحدث مرة كل عام.. عزيزي، أنا أتآكل.. صِرت الطبق المفضّل لشئٍ ما، أو ربما لأشياء كثيرة لا أعرفها كلّها.. ساعات الحائط، القلق، البشر أنفسهم.. الأمر مخيف، ومثيرٌ للجنون، ولا أعلم كيف يمكنني التخلّص منه؟.. ربّما قد تساعدني تلك الرسالة.. أنا وأنت نفهم جيّدًا ما فيها.. فقط أنا وأنت.. أنا أنت..